منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 06 - 11 - 2022, 02:26 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,936

مزمور 51 - بهجة بالغفران




بهجة بالغفران

إذ يعلن المرتل عن خطاياه أنها متأصلة في طبيعته منذ لحظات الحبل به لا يسقط في اليأس. إنه يرى الله الذي يحب الحق يكشف له عن أسرار محبته الإلهية وأعماله الخلاصية. إنه مخلص النفوس من الفساد! هذا هو ما ردّ لداود فرحه وبهجته!
هَا قَدْ سُرِرْتَ بِالْحَقِّ فِي الْبَاطِنِ،
فَفِي السَّرِيرَةِ تُعَرِّفُنِي حِكْمَةً [6].
* كشف الله لعبده داود هذه عن الغوامض؛ فإنه إذ قال أمام النبي مقتنعًا: "أخطأت"، للحال سمع من النبي، أي من روح الله الذي في النبي: "قد نقل عنك خطيتك" (2 صم 12: 13).
القديس أغسطينوس
* قد أخطأت، والشر قدامك صنعت، وأما أنت فلم تحاسبني كخطاياي، بل صنعت معي بما يحق لك من الصلاح والخير، فإنك ليس فقط صفحت عني، بل ومنحتني نعمة البنوّة، بها أعرف بوضوح ما أخفيته عن غيري من الأمور المقبلة.
الأب أنثيموس أسقف أورشليم
* هنا عمل الطبيب، ليس في محكمة، ولا في موضع من يعاقب على خطية، إنما أن يهب غفران الخطية.
القديس يوحنا الذهبي الفم
يرى القديس كيرلس[29] أن "الحق" الذي يحبه الآب هو "الابن" الذي يهب بعمله الخلاصي تطهيرًا للنفس والجسد. بهذا انكشفت غوامض حكمة الله لداود، أن النقاوة تتحقق ليس بتطهير وغسلات الشريعة الموسوية، بل بدم المسيح، ويُسر الآب بنا في المسيح "الحق".
اكتشف المرتل عمل المسيح "الحق" الخلاصي، فبدالة قال:



طَهِّرْنِي بِالزُوّفَا فَأَطْهُرَ،
اغْسِلْنِي، فَأَبْيَضَّ أَكْثَرَ مِنَ الثَّلْجِ [7].
أدرك داود النبي فساد أعماقه الداخلية، وشعر كأن برصًا قد أصاب نفسه خلال الخطية، لهذا احتاج إلى الزوفا التي كانت تُستخدم في رش دم الفصح (12: 22)، وفي مياه التطهير (عد 19: 6، 18)، وفي تطهير الأبرص (لا 14: 6).
تشير الزوفا إلى السيد المسيح الذي في تواضعه صار كعشبٍ لا قيمة له، أو إلى مَسحِه لشعبه بدمه لتطهيرهم.
* (الزوفا) عشب ضعيف ومنخفض، لكن جذوره عميقة وقوية. كأنه يدخل بجذوره إلى الحب، ويتعمق فيه، ليدرك مع القديسين ما هو العرض والطول والعمق والارتفاع (أف 3: 17-18)، ويتعرف على صليب ربنا.
* الزوفا كما نعرف عشب وضيع وشافٍ، تلتصق جذوره بالصخرة. لهذا صار مثالًا لسرّ شفاء القلب.
هل تتمسك بجذور الحب على صخرتك (مسيحك)؟ كن متواضعًا بإلهك المتواضع، لكي تتمجد بإلهك الممجد. تُرش بالزوفا، فيغسلك تواضع المسيح.
لا تحتقر العشب، أنظر إلى فاعلية الدواء...
يُقال إن الزوفا نافعة لتنقية الرئتين. يحل الكبرياء في الرئتين (المنتفختين)، فحيث توجد عجرفة يحدث تنهد.
* يقول: "إن كانت خطاياكم كالقرمز، تبيض كالثلج" (إش 1: 18). مِنْ هؤلاء الناس يُحضر المسيح لنفسه ثوبًا بلا عيب ولا دنس (أف 5: 27). لذلك عندما كان على الجبل صارت ثيابه بيضاء كالثلج (مت 17: 2)، إشارة إلى الكنيسة المتطّهرة من كل دنس الخطية.
القديس أغسطينوس
إذ ينضح علينا مسيحنا بحبه في تواضعٍ، نُغسل من خطايانا، فنبيض كالثلج، ونلبس المسيح ثوب عرسنا الأبيض.
* يوجد تطهير للنفس من الدنس الذي تراكم عليها من الفكر الجسداني، وكما هو مكتوب: "تغسلني فأبيض أكثر من الثلج". إننا لا نغتسل حسب الطقس اليهودي، كلما حلَّ بنا دنس، وإنما نلنا المعمودية للخلاص .
القديس باسيليوس الكبير
* هذا الغسيل (التبيض) يلزم أن نفهمه بكونه صادرًا عن إشعاعات النور الحقيقي والنازل من بهاء الرؤى السماوية.
العلامة أوريجينوس
* اعترف يا إنسان بخطاياك لتنال المغفرة، "اظهر آثامك فتتبرر" (إش 43: 26 LXX).
لماذا تخجلون من الاعتراف بها، وأنتم قد وُلدتم فيها؟ (مز 51: 7). من ينكر ذنبه ولا يعترف به، ففي الحقيقة ينكر مولده...
ليعترف الخاطي وغير المقدَّس، ولا يرتفع البار ولا يتشامخ، لئلاَّ يفقد مكافأة برِّه بالكبرياء (أي 10: 15).
القديس أمبروسيوس
إذ نصير ثوب المسيح الذي بلا عيب، حيث يتجلى كما على جبل طابور في وسطنا، ويشرق بنوره فينا، تمتلئ حياتنا فرحًا وبهجة، بروح التواضع. بهجتنا أننا ونحن ضعفاء صرنا بالمسيح أقوياء، ونحن خطاة نلنا برّه!
* بعد ذلك أُعطيت لكم ملابس بيضاء علامة أنكم قد خلعتم ثوب الخطايا، ولبستم ثوب الطهارة والبراءة، الذي تحدث عنه النبي قائلًا: "تنضح عليَّ بزوفاك فأطهر، وتغسلني فأبيض أكثر من الثلج" (مز 51: 9). لأن من يعتمد يصير طاهرًا حسب الناموس والإنجيل كليهما. حسب الناموس، لأن موسى رش دم الحمل بباقة من الزوفا (خر 12: 22). وحسب الإنجيل، لأن ثياب المسيح كانت بيضاء كالثلج عندما أظهر مجد قيامته في الإنجيل. إذن فذاك الذي يُغفر إثمه يبيض أكثر من الثلج، لهذا قال الله بإشعياء: "إن كانت خطاياكم كالقرمز، تبيضُّ كالثلج" (إش1: 18).
القديس أمبروسيوس




أَسْمِعْنِي سُرُورًا وَفَرَحًا،
فَتَبْتَهِجَ عِظَامٌ سَحَقْتَهَا [8].
خلال اعتراف داود الصادق عن خطاياه، ارتجفت عظامه المتواضعة، لكن نعمة الله دخلت به إلى السرور والبهجة. قدر ما انسحقت عظامه في داخله بالتوبة، تهللت نفسه فيه، إذ شعر كأن الله قد نقله من الظلمة إلى النور، ومن الفساد إلى عدم الفساد، ليحيا كما في السماوات.
ربما شعر المرتل كأن الخطية قد أبلت عظامه، أو حطمت إنسانه الداخلي، لكن نعمة الله التي نزعت سلطان الخطية، أقامت فيه الإنسان الجديد الذي على صورة خالقه.
من لا يحزن على خطاياه وخطايا إخوته، لن يختبر الفرح الداخلي!
* لقد انشغلت بالدفاع عن خطاياك، فانهزمت... دفاعك ليس مفيدًا لك. لأنك من أنت يا من تدافع عن نفسك؟ كان يليق بك أن تتهم نفسك. لا تقل: "إنني لم أفعل شيئًا"، أو "أي أمر خطير أنا فعلت؟" أو "آخرون أيضًا فعلوا هكذا".
إن فعلت خطية وقلت إنك لم تفعل شيئًا تصير أنت نفسك لا شيء، ولا تنال من الله شيئًا!
الله مستعد أن يهب غفرانًا، لكنك أنت تغلق الباب على نفسك!
الله مستعد أن يعطي، فلا تقاوم بمزلاج الباب، بل افتح حضن الاعتراف: "تسمعني سرورًا وفرحًا".
* ادخلوا إلى أعماق نفوسكم، مبتعدين عن كل ضوضاء. تأملوا في أعماق أنفسكم. انظروا إن كان يوجد مكان هادئ لخلوة الضمير، حيث لا ضوضاء ولا جدال ولا صراع ولا محاورات، حيث لا توجد أفكار تعصِّب ونضال. كونوا ودعاء لسماع الكلمة حتى يمكنكم أن تفهموا. لكنكم قد تقولون لي: "تسمعني سرورًا وفرحًا، فتبتهج عظامي" (مز 51: 8)، العظام المتواضعة لا المتشامخة[35].
* مهما بلغت الثروة التي يأخذها (الإنسان) معه من مصر، لن ينجو إن لم يحفظ الفصح.
الآن المسيح هو فصحنا، ذُبح لأجلنا. ليس شيء مثل ذبيحة المسيح التي تعلمنا بكل وضوح الدعوة التي يوجهها بنفسه إلى من يراهم في تعبٍ بمصر تحت سلطان فرعون، فيقول: "تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم؛ احملوا نيري عليكم وتعلّموا مني، لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم، لأن نيري هيّن، وحِملي خفيف" (مت28:11-30).
من هم الذين حملهم خفيف إلا الودعاء ومتواضعي القلب وحدهم، إذ لا تنفخهم المعرفة بل بالحب يُبنَون؟ إذن ليتذكروا أن الذين احتفلوا بالفصح في ذلك الحين كانوا ظلًا عندما مسحوا قوائم أبوابهم بدم الحمل، مستخدمين الزوفا في ذلك (خر 12: 22). هذا عشب وديع ومتواضع... فالزوفا رمز لفضيلة التطهير، فلا ينتفخ أحد بالمعرفة التي تنفخ، ولا يفتخر باطلًا بالثروات التي أحضرها معه من مصر. يقول المرتل: "تنضح عليّ بزوفاك فأطهر، تغسلني فأبيض أكثر من الثلج، تسمعني فرحًا وبهجة" (مز51: 7-8). يضيف بعد ذلك مباشرة: "فتبتهج عظامي المنسحقة"، مظهرًا أن الزوفا تشير إلى التطهير من الكبرياء .
القديس أغسطينوس
إذ يفتح المؤمن باب البهجة الحقيقية باعترافه بخطاياه في تواضعٍ وبإخلاص يرى الله غافر الخطية ومنقذ النفوس من الفساد، ويردد بيقين:
اسْتُرْ وَجْهَكَ عَنْ خَطَايَايَ،
وَامْحُ كُلَّ آثَامِي [9].
"اصرف وجهك" لا عني، وإنما "عن خطاياي". ففي موضع آخر يُصلي: "لا تصرف وجهك عني" (مز 37: 9). من لا يريد أن يصرف وجه الله عنه، إنما يوّد أن يصرفه عن خطاياه. أما هو نفسه فلا يصرف وجهه عن خطاياه، قائلًا: "لأني أنا عارف بإثمي".
* بحق وحسنًا تسأل الله أن ينصرف عن خطيتك، إن كنت أنت نفسك لم تصرف وجهك عنها. أما إذ وضعت خطيتك وراء ظهرك، فإن الله يثبت وجهه عليها.
حوّل خطيتك لتكون أمام وجهك، إن أردت أن يصرف إلهك وجهه عنها، عندئذ في أمان تسأل وهو يسمع لك.
القديس أغسطينوس
* يطلب النبي محو كل الآثام، لأنه لو بقيت خطية واحدة، فإنها تحرمنا من الدخول إلى ملكوت الله، كما إذا وُجد دنس يسير في اللباس يمنعنا من الدخول إلى المقدس. يصدق هذا القول مع الرسول بولس: "لا تضلوا؛ لا زناة ولا عبدة أوثان ولا فاسقون ولا مأبونون ولا مضاجعو ذكور ولا سارقون ولا طماعون ولا سكيرون ولا شتامون ولا خاطفون يرثون ملكوت الله" (1 كو 6: 9-10).
الأب أنثيموس الأورشليمي
* يلزمهم أن يحترزوا وأن لا يتوقفوا عن تذكر خطاياهم، وأن يكون ذلك دأبهم في الحياة، حتى ينسي الديان العادل آثامهم. لذلك يقول داود ملتمسًا: "أستر وجهك عن خطاياي، وامح كل آثامي" (مز 51: 9). وقبل ذلك بآيات قليلة يقول: "خطيَّتي أمامي دائمًا" (مز 51: 3). وكأنه يقول: "أتوسل أن لا تنظر إلي آثامي، لأنها أمام نظري دائمًا. لذلك يقول الرب بلسان النبي: "أنا، أنا هو الماحي ذنوبك لأجل نفسي، وخطاياكِ لا أذكرها" (إش 43: 25).
الأب غريغوريوس (الكبير)
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور 119 | لأنها بهجة قلبي هي
مزمور 109 | بهجة المخلص بخلاص الراجعين إليه
مزمور 48 - أحسن أصلها بهجة لكل الأرض
مزمور 32 - الفرح بالغفران
مزمور 32 - تفسير سفر المزامير - الفرح بالغفران


الساعة الآن 04:08 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024