لم ينتهِ دور العذراء بانتقالها إلى السماء، بل ظلّت دومًا معنا ولا تزال ترشدنا وتذكّرنا بكلّ وسائط الخلاص المعطاة لنا، لأنّها الأم الرؤوف الغيورة على إنقاذنا، تحمل إرادة الله للبشر؛ فكانت هديّتها الكبيرة للعالم وسيلة خلاص ترجوها لكلّ أولادها، هديّة محبّة تجسّد بها أمومتها لنا وسهرها الدائم علينا، وتفكيرها المتواصل بنا.هذه الهديّة هي المسبحة الورديّة، حملتها للعالم سلاحًا ينجيه من مكائد الشرير الذي ملأ الأرض بشروره وفساده. حملتها له عندما أصبح على حافّة الهاويّة، وأسرعت لإغاثته بكلّ ما تحمل من عطف وحنان صارخة صرخة الأم المفجوعة وهي ترى أولادها يسعون للهلاك بأنفسهم.