عاش نوح في وسط عالم مملوء بالشر والفساد والظلم، حيث كثر شر الإنسان، وكانت كل أفكار قلبه شريرة كل يوم، وفسدت الأرض أمام الله وامتلأت ظلمًا، إذ كان كل بشر قد أفسد طريقه على الأرض. لكن يذكر الكتاب: «وأما نوح فوجد نعمة في عيني الرب».
وعبارة «وأما نوح» ترينا اختلاف نوح وانفصاله عن هذا العالم الفاسد الشرير. وهو في ذلك صورة مباركة لربنا يسوع المسيح الذي «قد انفصل عن الخطاة» (عبرانيين7: 26)، و«لم يسلك في مشورة الأشرار، وفي طريق الخطاة لم يقف، وفي مجلس المستهزئين لم يجلس» (مزمور1: 1).
«ووجد نوح نعمة في عيني الرب»، صورة للرب يسوع الذي وجد الآب فيه كل سروره ورضاه، فلقد شهد عنه في المعمودية قائلاً: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت» (متى3: 17)، وحل الروح القدس عليه بهيئة جسمية مثل حمامة واستقر عليه.