رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"اسمع يا شعبي فأكلمك، ويا إسرائيل فأشهد عليك. إني أنا هو الله إلهك، لست أوبخك على ذبائحك، محرقاتك هي قدامي في كل حين" [7-8]. يبدأ حديثه لا بالعمل السلبي، أي بالكشف عن ضعفاتهم وأخطائهم ومفاهيمهم غير الصحيحة، وإنما بالعمل الإيجابي، وهو "الاستماع" أو "الطاعة"، فإن الاستماع أفضل من ذبائح الجهال. يطالب الله شعبه بالاستماع قبل أن يحدثهم عن اتجاهاتهم الخاطئة في العبادة والسلوك! . إذ ينتقدهم الله في عبادتهم وسلوكهم يقدم لهم ذاته هبة وعطية حتى لا يحسبوه رافضًا إياهم، فيقول: "أنا هو الله إلهك". وكما يقول القديس أغسطينوس: [انظروا الله نفسه يُعطي ذاته. أي غني أعظم منه؟ تطلبون عطايا، ها هو لكم واهب العطايا نفسه: "أنا هو الله إلهك"]. . إن كانت الشريعة الإلهية قد ركزت على الحياة المقدسة في الرب، فإن الذبائح الحيوانية لم تكن إلا ظلًا لذبيحة حمل الله أو ذبيحة كلمة الله المتجسد، فإنه هو وحده القادر على المصالحة بين الآب والبشرية، وعلى تجديد طبيعتنا بروحه القدوس في استحقاقات دمه الثمين. الله ليس بمحتاج إلى ذبائح، وهو لا يجوع! لقد أخطأوا حين ظنوا أنهم يجلبون رضا الله وسروره بكثرة ذبائحهم كتغطية على شرورهم التي لا يودون التوبة عنها. فإن الله لن يُحاسبنا عن تقديم ذبائحنا وإنما عن تقديس حياتنا به وفيه. |
|