منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 03 - 11 - 2022, 06:26 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,054

مزمور 50 - ثيؤفانيا ملوكية








ثيؤفانيا ملوكية:

جاءت مقدمة المزمور تصف ظهور الله في الهيكل، أو على جبل صهيون، في نار وعاصف، ليجمع العالم كله أمام قضاء حكمه وكرسي دينونته. وإن كانت كل عيون الشر تتجه إليه فإن عيني الرب تتطلعان إلى شعبه لتقديسهم، كما تتطلع إلى القساة والمنافقين لعلهم يعرفون طريق الخلاص ويتمتعون بحياة التسبيح حتى لا يحل بهم القضاء الأبدي.
"إله الآلهة الرب تكلم،
ودعا الأرض من مشارق الشمس إلى مغاربها.
من صهيون حسن بهاء جماله.
الله يأتي جهارًا.
وإلهنا لا يصمت.
النار قدامه تتقد،
وحوله عاصف جدًا" [1-3].
1. الله هو إله العالم كله، لكنه في حبه للإنسان ينسب نفسه إليه، حاسبًا الإنسان التقي المتمتع بالشركة معه إلهًا، لا من حيث جوهره، وإنما من حيث تمتعه بالتمثل به والرغبة في الاتحاد مع خالقه. لهذا يدعو الله نفسه: "إله الآلهة"، أي إله القديسين المحبوبين لديه جدًا والمتمتعين بالشركة معه.
* من هم هؤلاء الآلهة؟ أو أين هم هؤلاء الذين إلههم هو الله الحقيقي!
يقول مزمور آخر: "قام الله في مجمع الآلهة، وفي الوسط يُدين الآلهة" (مز 82: 1)... لاحظ في نفس المزمور أولئك الذين يقول عنهم: "أنا قلت أنكم آلهة وبنو العلي كلكم، فأنتم مثل البشر تموتون، وكأحد الرؤساء تسقطون" (مز 82: 6-7). واضح إذن إنه يدعو البشر آلهة، إذ يتألهوا (يتقدسوا) بنعمته، ليس مولودين من جوهره... إن كنا قد صرنا أبناء الله، فإننا قد صرنا آلهة، هذا بعمل نعمة التبني وليست ولادة طبيعية.
القديس أغسطينوس
2. بينما ينسب الله نفسه إلى أحبائه الذين قبلوا عمل نعمته لتقديسهم إذ به يتكلم مع الأرض كلها، من مشارق الشمس إلى مغاربها،
وكما يقول القديس أغسطينوس: [الذي يدعو العالم كله إنما يدعو ما قد خلقه]. إنه يعتز بخليقته جدًا، ويكّرمها، مشتاقًا إلى خلاص الكل، ويطلبها للشهادة عن أعمال محبته الفائقة، خاصة مع أولاده. ولعل مشارق الشمس تشير إلى الصديقين الذين يشرق عليهم شمس البر، ومغاربها إلى الأشرار رافضي الرب.
3. إن كان الله يدعو المسكونة، سكان الأرض كلها، ليظهر معاملاته مع شعبه، فإنه يشرق على صهيون الجديدة، أي كنيسته، بكونها موضع اختياره، وقصره الملوكي المجيد: "من صهيون حسن بهاء جماله". جمالها إنما هو انعكاس "حسن بهاء جماله".
مادام المزمور يحذرنا من الانشغال بالشكليات في العبادة بلا روح أو تغطية سلوكنا الشرير بمظاهر خادعة، يؤكد لنا في مقدمة المزمور أن الله يطلب جمال كنيسته وصلاحها لا عن احتياج من جانبه وإنما كانعكاس لعمله الإلهي فيها. خلال العبادة بالروح والحق والسلوك المقدس يشرق عريس الكنيسة عليها، ويتجلى في داخلها فتستنير ببهائه، وتحمل جماله، وتتمتع بالطاعة لإرادته بفرح وسرور.
سرّ بهاء صهيون الجديدة هو عمل الروح القدس فيها، الذي يأخذ مما للمسيح ويخبرها، ليُشكّلها ويجّملها فتصير على مثال عريسها، تحمل سماته.

يقول القديس أغسطينوس: [في هذا الموضع (صهيون) كان التلاميذ الذين قبلوا الروح القدس المُرسل من السماء في يوم الخمسين بعد قيامته. عندئذ (ظهر) الإنجيل فالكرازة، وامتلأت الأرض بنعمة الإيمان].
4. الله في حبه يطيل أناته جدًا، لكنه حتمًا يأتي ليُدين ولا يصمت. كلما تأخر الله تكون العقوبة أشد متى حلت. لقد انتظر الله 120 عامًا على العالم القديم، وعندما حلَّ الطوفان واكتسح الكل؛ كان المنظر أكثر رعبًا مما يتخيله أحد.
"الله يأتي جهارًا،
وإلهنا لا يصمت" [3].
* عندما جاء الرب كان مختفيًا، لأنه جاء لكي يتألم، ومع كونه قويًا في ذاته ظهر في الجسد ضعيفًا. كان يحتاج أن يظهر بطريقة لا يُدرك بها، فيُحتقرّ ويُقتل. كان ذلك اخفاءً لمجد اللاهوت في الجسد. "لأن لو عرفوا لما صلبوا رب المجد" (1 كو 2: 8). هكذا سار مختفيًا بين اليهود، بين أعدائه، يصنع عجائب، ويحتمل شرورًا، حتى عُلّق على الخشبة. وإذ رآه اليهود معلقًا بالأكثر احتقروه وكانوا ينغصون رؤوسهم أمام الصليب، قائلين: "إن كنت ابن الله فانزل عن الصليب" (مت 27: 40). كان إله الآلهة مخفيًا، مقدمًا كلمات أكثر حنوًا مما تصدر عن جلاله...
كان مخفيًا عن الذين سار بينهم، وعن الذين صلبوه، وأيضًا عن الذين قام أمام أعينهم، وعنا نحن الذين نؤمن إنه يجلس في السموات، نحن الذين لم نره على الأرض ماشيًا...
كان إله الآلهة مخفيًا ولا يزال مخفيًا، فهل يبقى مخفيًا إلى الأبد؟ حتمًا لا، اسمع ماذا يُقال: "الله سيأتي جهارًا". ذاك الذي جاء مخفيًا سيأتي جهارًا. جاء مخفيًا لكي يُحِاكَم، وسيأتي جهارًا لكي يُدين. جاء مخفيًا لكي يقف أمام قاضٍ، وسيأتي جهارًا ليُدين حتى القضاة.
"الله يأتي جهارًا، وإلهنا لا يصمت"... أنه ليس صامتًا وصامتُ أيضًا؛ إنه لا يصمت من جهة التحذير، وصامت عن المعقبة؛ ليس صامتًا عن الوصية وهو صامت عن الدينونة...
إنه صامت عن الدينونة؛ إذ هو مخفي في السماء، يشفع فينا، إنه طويل الأناة بالنسبة للخطاة، لا ينتقم، لكنه ينتظر التوبة!
القديس أغسطينوس
* "سيأتي إلهنا ولا يصمت". حينما يأتي ليُدين الأحياء والأموات، ويعطي كل واحد حسب أعماله. حينما يوقظ البوق بصوته المرهوب أولئك الذين رقدوا عبر الأجيال؛ ويأتي الذين عملوا الصالحات إلى قيامة الحياة، والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة.
القديس باسيليوس الكبير
* عندما يأتي جهارًا في مجيئه الثاني لا يصمت، لأنه إن كان قد التحف بالاتضاع في مجيئه الأول إلا أنه يأتي جهارًا في قوة .
الشهيد كبريانوس
* حقًا يقول: الآن إني صامت لأني لا أزال أُرجيء العقاب، فهل حينما تفعلون هذه الأمور أسكت عنكم؟ إن كنت لم أصدر حكمًا فإني أؤجل تأديبي الصارم وأطيل أناتي لنفعكم. لقد انتظرت توبتكم زمانًا طويلًا؛ فهل عندما تفعلون هذه الأشياء أصمت عنكم؟ إنني أُرقب ذلك بمنتهى الدقة لتتوبوا ولا زلتم تحتقروني وترفضون الالتفات إلى الرسول: "من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضبًا في يوم الغضب. واستعلان دينونة الله العادلة" (رو 2: 5)...
إنك تخدع نفسك حتى إن قدمت كل ما لديك وفقدت أموالك، دون الكفارة عن خطاياك. هل تظن إنني مثلك؟ سأوبخك...؟ ماذا أفعل بك؟ إنك الآن لا ترى نفسه، فسأجعلك ترى نفسك. فإنك إن رأيتها واستأت منها تُسرّني! وطالما لا ترى نفسك فأنت راضٍ عليها، فتسيء إليّ وإلى نفسك...
إنك تغلق على ذاتك، فهذه هي رغبتك. إنك تقف خلف ظهرك فلا ترى نفسك؛ سأجعلك تراها بأن أضع أمام عينيك ما قد وضعته أنت خلف ظهرك، فترى بشاعتك، لا لكي تقّومها، بل لكي تحمر خجلًا إزاءها!
الأب قيصريوس أسقف آرل
الله يصمت عن العقوبة هنا منتظرًا توبتنا، حتى متى جاء في اليوم الأخير نتمتع بجمالها الإلهي وشركة أمجاده، وإلا يصير اليوم مرعبًا. نرى قدامه النار تتقد التي تُمحّص حياتنا، فإن كنا ذهبًا وفضة نزداد بهاءً، وإن كنا عشبًا وقشًا نصير رمادًا. حوله عاصف شديد جدًا، يفصل الحنطة عن الزوان!
"النار قدامه تتقد،
وحوله عاصف جدًا" [3].
* "النار قدامه تتقد"، أتخاف؟ لنتغير فلا نخاف. ليُخفَ التبن من النار، ولكن ماذا تفعل النار بالذهب...؟ ستأتي عذوبة حضرته. إن كنت لا تتغير، لا تستيقظ ولا تتنهد، ولا تشتاق (إليه)، بل تحتضن خطاياك وملذات الجسد فإنك تجمع جُذامة (التبن المتبقي بعد الحصاد) لنفسك، النار قادمة...!
إن كنا نؤمن أن الدينونة قادمة يا إخوة، لنحيا حسنًا. الآن هو وقت للرحمة، وسيأتي وقت للحكم. سوف لا يقول أحد: "ردني إلى أيامي السابقة".
* وحوله هذا العاصف الذي يصنع نوعًا من الفصل... بين الصالحين والأشرار... البعض يُدين مع الرب (مت 19: 28)، والآخرون يُدانون.
القديس أغسطينوس
يرى بعض الآباء مثل القديس أثناسيوس والعلامة أوريجانوس ويوسابيوس القيصري أن المرتل يتحدث هنا عن مجيء الله الكلمة متجسدًا، أي المجيء الأول، حيث يأتي جهارًا أي منظورًا خلال التجسد، وينطق بشفتيه بعدما تحدث قبلًا خلال الرموز والأنبياء، يبعث بروحه الناري على كنيسته لتقديسها حيث يتم العاصف الشديد كما حدث يوم الخمسين في عُليّة صهيون (أع 2: 2). بينما يرى آباء آخرون مثل القديسين ديديموس الضرير وأغسطينوس أنه يتحدث عن مجيئه الثاني للدينونة.
* قوله "سيأتي جهارًا" يعني أنه يكون منظورًا وملموسًا بجسد بشري، "لا يصمت" لأنه قد قال وتكلم وأخبر عن مشيئة أبيه ولم يخفِ شيئًا مما أدى إلى خلاص الأمم.
أما النار المتقدة أمامه فهي حرارة الروح القدس التي قال من أجلها ربنا: قد أتيت لألقي نارًا. ولما كنا بادرين (مثلجين) من الخطايا جعلتنا هذه النار حارين بالروح القدس، كما ألهبت قلبيْ اللذين خاطبهما في الطريق إلى عمواس وقال: "ألم يكن قلبنا ملتهبًا فينا إذ كان يكلمنا في الطريق؟!" (لو 24: 32). وأيضًا النار التي تصاحب المعمودية إذ قيل إنه يعمد بالروح القدس ونار، لأنه يحرق ويُبدد دنس خطية المعمدين. وأيضًا من أجل هذه النار جاء في الأصحاح الثالث من نبوة ملاخي النبي: "لأنه مثل نار المُمحص ومثل أشنان القصَّار، فيجلس مُمحصًا ومُنقيًا للفضة (والذهب)" (ملا 3: 2). وقد قيل عن جماعة اليهود الذين لم يقبلوا المعمودية المقدسة: "قد غاب المنفاخ من النار، فنى الرصاص؛ باطلًا صاغ الصائغ" (إر 6: 29)...
يقول العلامة أوريجانوس: [إن النار والعاصف هما سلطان ربنا يسوع المسيح وقدرته. كأن النبي يقول: وإن كان قد جاء بجسد بشري لكن له القدرة والسلطان، بهما يُلهب ويضرب الذين لا يطيعونه].
وأما يوسابيوس فيقول: [إن العاصف هي الشدائد والضيقات التي تلحق بالمؤمنين].
الأب أنثيموس أسقف أورشليم
يُقدم لنا الأب أنثيموس الرأيين بخصوص الظهور الألهي: ظهور للخلاص بالتجسد وظهوره الأخير للدينونة. الأول ليُقدم نار الروح الذي يلهب القلوب بالحب الإلهي، والثاني نار الدينونة والعدل الإلهي التي تفرز أولاد الله عن الأشرار.
خلال هذا الظهور الإلهي المهيب حيث تتقد النار قدامه وحوله عاصف جدًا، يدعو الديان السماء والأرض لتشهدا حكمه، حيث يفصل المؤمنين الحقيقين عن المرائين، والحنطة عن الزوان.
يوجه دعوة عامة إلى كل الخليقة السماوية والأرضية للشهادة، أما أتقياؤه الذين دخلوا في عهد معه خلال ذبيحة الصليب فيجمعهم ليكونوا معه يتمتعون بيمينه:
"يدعو السماء من فوق والأرض
إلى محاكمة شعبه.
اجمعوا إليه أبراره،
الواضعين عهده على الذبائح.
وتخبر السموات بعدله،
لأن الله هو الديان" [4-6].
سبق فدعى المسكونة من مشارق الشمس إلى مغاربها، وقد قلنا إنه يقصد الأبرار الذين أشرق عليهم شمس البر بنوره على قلوبهم، والأشرار الذين يغرب عنهم الإيمان بشمس البر؛ وربما يقصد بمشارق الشمس جماعة اليهود الذين عرفوا الله مبكرًا والمغارب الأمم الذين عرفوه في أواخر الدهر... هنا يدعو السماء أي الطغمات السمائية، والأرض أي البشر جميعًا، لكي يشهد الكل عدل الله في محاكمته لشعبه.
يطلب أن يُجمع أبراره الواضعون عهده على الذبائح،
وكما يقول القديس ديديموس الضرير: [يأمر ربنا الملائكة والرجال الأفاضل أن يجمعوا له أبراره وقديسيه ليضعوا ويرتبوا عهدًا، ويقدموا قربان التسبحة، ويذبحوا ذبائح روحية يهواها].
ويرى القديس أثناسيوس أن الأمر هنا صادر بخصوص الأبرار من اليهود قبل يوم الدينونة ليكفوا عن تقديم الذبائح الحيوانية ويبطلونها، ويستبدلونها بقرابين الفهم والعلم. وبمعنى آخر هي دعوة لقبولهم الإيمان بذبيحة السيد المسيح عوض إنكارهم الإيمان به.
ويرى يوسابيوس القيصري أن الرب يرسل ملائكته ليجمعوا الأبرار ويفرزوهم عن الأشرار ما جاء في الإنجيل المقدس عن يوم الدينونة.
ويرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن الدعوة هنا موجهة إلى جميع اليهود الذين قطعوا عهد الله خلال الذبائح، وقد ظنوا أنهم أبرار لممارستهم العبادة في شكليات بلا روح، ولسلوكهم الشريرة.
جاء تعليق القديس أغسطينوسعلى العبارت السابقة [4-6] هكذا:
* يدعو من فوق السماء، كل القديسين، هؤلاء الذين صاروا كاملين يحكمون، يجلسون معه ليدينوا أسباط إسرائيل الإثنى عشر (مت 19: 28)...
في البداية دعى الكل معًا عندما "تكلم إله الآله ودعا العالم من مشارق الشمس إلى مغاربها". لم يكن بعد قد حاكم. لقد أُرسل الخدام ليدعو إلى العرس، فجمعوا الصالحين والطالحين. ولكن عندما يأتي إله الآلهة جهارًا ولا يصمت فإنه يدعو السماء من فوق، لكي تُدين معه...
يجمعوا إليه أبراره. من هم أبراره إلا الذين يعيشون في الإيمان ويمارسون أعمال الرحمة. فإن هذه الأعمال هي أعمال البر...
حقًا السموات (الإنجيليون) تعلن عن برّ الله لنا. لقد سبق الإنجيليون فأخبرونا فسمعنا أن البعض سيكونون عن اليمين حيث يقول رب البيت: "تعالوا يا مباركي أبي، رثوا...".
بالحق الديان يحكم ولا يخلط، لأن الرب يعرف من هم له. فإنه وإن كانت الحنطة مختفية في التبن لكنها معروفة للمزارع. ليته لا يخف أحد حتى وإن كان حبة حنطة وسط التبن، فإن عينيْ المذرّى لا تُخدعان. لا تخشى العاصف الذي حوله من أن يخلطك مع التبن.
القديس أغسطينوس
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أى أسرة ملوكية جاء الرب يسوع
معنى ملوكية يسوع
صورة القديسة البارَّة ثيوفانيا الملكة
القديسة البارَّة ثيوفانيا الملكة
10 أسماء مواليد ملوكية


الساعة الآن 05:08 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024