رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"المتكلون على قوَّتهم، وبكثرة غناهم يفتخرون" [6]. مهما بلغ الغنى قد يتركنا يومًا ما كما حدث مع أيوب البار، فلا ينفعنا في وقت الضيق. فمن الأفضل لك أن تكون فقيرًا وتتكل على الله، وتقبله نصيبًا وميراثًا لك، عن أن تكون غنيًا وتعبد المال. فالإنسان الأول لن يسقط من السماء، والثاني لن يدخلها ما لم يتب. محبة المال قد تدفع الإنسان إلى الكبرياء والأنانية والظلم والعنف، وهكذا تسلمه من خطية إلى خطية ليصير ألعوبة الأفكار والتصرفات الشريرة. - إن لم تصنعوا من مالكم رحمة في هذا العمر، فإن المال لن يذهب معكم إلى الآخرة، ولا ينفعكم في اليوم الشرير، أعني يوم الجزاء. الأب أنثيموس أسقف أورشليم - ليتنا لا نتكل على فضائلنا (قوّتنا)؛ ليتنا لا نفتخر بوفرة ثروتنا، وإنما نفتخر بذاك الذي وعدنا، الذي باتضاعه ارتفع، مهددًا بإدانة المتكبرين؛ بهذا لا يُحاصرنا إثم عقبنا. القديس أغسطينوس - أي شيء من كل هذه الأمور يبدو لك مرغوب فيه جدًا وتُحسد عليه؟ تقول بلا شك: السلطة والغنى والشهرة. ومع هذا أي شيء أكثر بؤسًا من هذه الأمور إن قورنت بحرية المسيحيين؟! فقد يخضع الوالي لغضب الرعاع ودوافع الجموع بغير تعقل والخوف ممن هم في مناصب أرقع، والقلق على من هم خاضعين له، ومن كان حاكمًا بالأمس يصير مواطنًا عاديًا اليوم. فإن الحياة الحاضرة لا تختلف في شيء عن خشبة مسرح، بل هي كذلك. إنسان يحتل مركز ملك، وآخر قائد وثالث جندي، ويأتي المساء فلا يكون الملك ملكًا، ولا الوالي واليًا، ولا القائد قائدًا. في ذلك اليوم ينال كل إنسان مكافأته التي يستحقها ليس حسب دوره الخارجي الذي قام به بل حسب أعماله. حسنًا! هل المجد هو أثمن شيء، هذا الذي يزول مثل العشب؟ أم الغنى الذي لا يهب مالكيه سعادة؟ إذ نقرأ: "ويل لكم أيها الأغنياء" (لو 6: 24)، وأيضًا: "ويل لكم يا من تتكلون على قوّتكم وتفتخرون بوفرة غناكم". القديس يوحنا الذهبي الفم - يليق بنا ألا نضع رجاء خلاصنا في شيء آخر، وإنما فقط في أعمالنا البارة حسب نعمة الله... إن كان لنا ربوات الأسلاف المشهورين يلزمنا نحن أنفسنا أن نجاهد لكي نتفوق على سموهم، مدركين أننا لا ننتفع شيئًا من جهاد الآخرين كعون لنا في الدينونة العتيدة، بل بالحري يكون دينونة علينا أننا قد وُلدنا من أبوين بارين، وأمامنا أمثلة في البيت ولا نقتدي بمعلمينا. القديس يوحنا الذهبي الفم إن كنا لا نتكل على مالنا وقوتنا في معالجة مشاكلنا الزمنية فبالأولى في خلاصنا الأبدي، فإنه لن يستطيع بشر ما ولا إمكانيات بشرية أن تفدينا من الموت أو تبررنا أمام الله القدوس، أو تدخل بنا إلى شركة الميراث الأبدي. يمكن للغنى أن يقتني بعض الممتلكات الزمنية أو ينال سلطانًا أو كرامة، لكنه لا يقدر أن يقتني الحياة الأبدية إلا بالإيمان الحيّ العامل بالمحبة. هذا ما يدفعنا إلى التطلع إلى المخلص الذي قدم حياته مبذولة عنا، مفتديًا إيانا لا بذهب أو فضة وإنما بدمه الثمين كحمل الله الذي بلا عيب. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أن فاعلي الإثم الذين يفتخرون هم الهراطقة دون شكٍ |
الزوجة أولادها وزوجها يفتخرون بها |
يفتخرون من اجل امور تافهه |
المتكلون على الرب |
يوجد قوم يفتخرون |