* ما هو التهليل إلا دهشة الفرح التي لا تُعبر عنها كلمات؟! فقد دُهش التلاميذ فرحين، إذ رأوا ذاك الذي حزنوا عليه لموته يدخل السماء. حقًا لم تكن الكلمات تكفي للتعبير عن الفرح، لذا بقى التهليل يعبر عما عجزت عنه الكلمات.
وُجد أيضًا صوت بوق، أي صوت الملائكة... فقد بشر الملائكة بصعود الرب... "أيها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء، إن يسوع..." (أع 1: 11)...
لقد اختفى الجسد من أمام أعينكم لكن الله لا يترك قلوبكم.
تطلعوا إليه صاعدًا، آمنوا به غالبًا، ترجّوا مجيئه، ولكن خلال رحمته الخفية اشعروا بحضرته. فإن الذي صعد إلى السماء وانحجب عن أعينكم، وعدكم، قائلًا: "ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء العالم" (مت 28: 20).
بعد يُخاطبنا الرسول، قائلًا: "الرب قريب، لا تهتموا بشيء".
يجلس المسيح فوق السموات، والسموات بعيدة جدًا، أما الجالس هناك فهو قريب...
القديس أغسطينوس