قد أوحى الى القديسة بريجيتا بأنه في حين تنزيل جسد يسوع من الصليب قد أستعملت ثلاثة سلالم. وأن التلاميذ قد صعدوا عليها فأقتلعوا أولاً المسامير من يدي الجسم الطاهر ومن رجليه، وسلموها بيد والدته (كما كتب سمعان ميتافراسته) وبعد ذلك البعض منهم كان ماسكاً الجسد من فوق وبعضهم من أسفل، وهكذا أنزلوه من الخشبة. أما برنردينوس البوسطي فيلاحظ متأملاً كيف أن هذه الأم الموعبة من مرائر الحزن أقبلت نحو التلاميذ لتعانق جسد حبيبها المحمول منهم. رافعةً يديها منتصبةً على رؤوس أصابع رجليها لمساعدتهم، وكيف أنها بعد أخذها إياه في حضنها وسندته على ركبتيها جالسةً تحت صليبه. محدقةً بنظرها في جسمه، متأملةً في فمه المفتوح، وعينيه المعتمتين، ولحمانه الممزقة المملؤة جراحاتٍ، وعظامه المجردة، ثم كيف أنها رفعت أكليل الشوك المغروس في رأسه متأملةً في الثقوبة الموجودة في هامته المقدسة من تلك الأشواك ناظرةً الى يديه ورجليه المثقوبة من المسامير وقائلةً:" واحسرتاه يا أبني ونور عيني الى أية حالٍ أوصلتك محبتك العظيمة للبشر، فترى أي شرٍ صنعت أنت معهم حتى أنهم عاملوك بهذه القساوة.