أن هذه الأم الإلهية كانت تخاف بالصواب من أن أعداء أبنها يمارسون ضد جسده الطاهر أهاناتٍ أخرى ذات أفتراءٍ نفاقي. فقد توسلت الى يوسف الرامي في أن يلتمس من بيلاطس أن ينزل هذا الجسد من على الصليب، حتى يمكنها قلما يكون بعد موت حبيبها أن تحفظ جسمه ناجياً من الأهانة والأفتراء الممكن أن يلتحقا به جديداً. فمن ثم أنطلق يوسف عند بيلاطس، وأعرض لديه حال الأحزان والأوجاع الملمة بقلب هذه الأم المتألمة على ابنها، وكيف كانت هي تشتهي أن تنال تنزيل جسده عن الصليب. وحسب رأي القديس أنسلموس أن بيلاطس حينئذٍ قد أخذته الشفقة على أمٍ هذه صفتها، ورثي لها، آذناً ليوسف بأن ينزل جسد أبنها عن الصليب. ويدفنه حيثما يشاء. وهذا الأذن قد وضع بالعمل وهكذا أنزلوا جسم المخلص من الخشبة.