الأمهات أعتيادياً يهربن من الأمكنة التي فيها يكون أولادهن منازعين، لكيلا يشاهدن بأعينهن موتهم، ولكن اذا وجدت أمٌ ما مضطرةً لأن تلبث عند أبنها ساعة موته، فتهتم هي بأن تصنع له كل ما يمكنها أن تسعفه به مخففةً عنه آلام النزاع مجتهدةً في أن تصلح له سريره وفراشه ليكون مرتاحاً في أتكائه، مداومةً على أن تسقيه الأشياء المرطبة المبردة، وبهذا النوع يمكنها أن تجد هي تعزيةً ما في هذه الخدمة تسكن عنها أحزانها المرة. أواه أيتها الأم المملؤة أوجاعاً مريم الأشد تألماً وحزناً من الأمهات كلهن. فأي نعم أنه رسم عليكِ أن تحضري عند أبنكِ ساعة موته تحت صليبه، ولكن لم تعط لكِ الأستطاعة على أن تسعفيه بشيءٍ ما من الأشياء مطلقاً.