القديس لوقا الإنجيلي يخبرنا في العدد الحادي والأربعين وما يتلوه من الأصحاح الثاني من بشارته عن هذا الحادث قائلاً: وكانت مريم ويوسف يمضيان في كل سنةٍ الى أورشليم في عيد الفصح. فلما تمت ليسوع أثنتا عشرة سنةً صعدا الى أورشليم كعادة العيد. فلما كملت الأيام ليعودوا تخلف عنهم يسوع الصبي في أورشليم. ولم يعلم يوسف وأمه. وكانا يظنان أنه مع السائرين في الطريق، فجاءا مسيرة يومٍ وكانا يطلبانه بين الأقرباء والمعارف، ولما لم يجداه رجعا الى أورشليم يطلبانه. فكان بعد ثلاثة أيامٍ وجداه في الهيكل جالساً في وسط العلماء يسمع منهم ويسألهم، وكان كل من يسمعه يبهت من فهمه وأجوبته. فلما أبصراه بهتا، فقالت له أمه يا أبني ما هذا الذي صنعت بنا هكذا، ها أبوك وأنا كنا نطلبك متوجعين. فلنتأمل اذاً في كم كان شديداً الحزن والتوجع اللذان أختبرت مفعولهما في ذاتها هذه الأم المكتئبة، في مدة تلك الثلاثة الأيام التي فيها كانت تجول في كل موضعٍ مفتشةً على أبنها الحبيب. هاتفةً مع عروسة النشيد: أرأيتم من أحبته نفسي: (نشيد ص3ع3) لأنها كانت تفحص عنه عند كل أحدٍ من دون أن تعلم عنه خبراً ما.