* في الموضوع الثاني لحزن مريم البتول. وهو هربها بطفلها *
* الإلهي يسوع الى مدينة مصر*
فكما أن الغزالة المرشوقة من الصياد بسهمٍ نافدٍ في جسمها. فالى أينما هربت في الجبال والبراري يوجد السهم المجروحة هي به صحبتها. فهكذا الأم الإلهية مريم العذراء بعد النبؤة التي تنبأ بها عيلها سمعان الشيخ، ومن قلبها رشقت بالسهم المحزن الذي هو سيف الآلام في قلبها. حسبما لاحظنا في الفصل السابق. فقد أصبحت معها على الدوام هذا السيف الجارح، بتفكرها أينما مضت بآلام أبنها الحبيب العتيدة. فالعلامة هايلغرينوس في تفسيره كلمات سفر النشيد وهي: أن رأسكِ كجبل الكرمل وشعر رأسكِ كبرفير الملك مربوط في ضفائره: (ص7ع5) يقول: أن شعر رأس مريم البتول هذا المربوط. أنما هو أفكارها وتصوراتها المتصلة بآلام أبنها يسوع التي كانت على الدوام تحضر بأزاء عينيها الدم (المعبر عنه بالبرفير الأحمر اللون) الذي يوماً ما كان عتيداً أن يجري من جراحاته تعالى: فمن ثم أن هذا الأبن الإلهي عينه قد كان لوالدته نظير السهم في قلبها الذي بمقدار ما كان ينمو فيه الحب نحوه. فبأكثر من ذلك كان يخرج بالوجع والحزن على كونها مزمعةً أن تفقده بميتةٍ شديدة العذابات. فلنأتِ الآن الى التأمل بسيف الحزن الثاني الذي جرح قلب هذه السيدة من قبل الأضطهاد الذي حركه ضد أبنها هيرودس الملك. ومن جرائه ألتزمت هي بالهرب به الى مصر.*