رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأنجيل المقدس يقول عن مخلصنا: أن يسوع كان ينمو في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس: (لوقا ص3ع53) أي أن هذا الفتى الإلهي كان ينمو في الحكمة والنعمة عند الناس نظراً الى رأيهم به وظنهم فيه. وأما عند الله (حيث أنه كما يفسر ذلك القديس توما اللاهوتي بقوله) أن أعماله كلها لكانت وجدت ذات أستحقاقٍ ينمو متزايداً. وذات ثمنٍ تتضاعف قيمته، لولا يكون منذ الأبتداء حصل مستوعباً من ملوء النعمة الكاملة، لعلة أتحاده الأقنومي الذي به تقنم ناسوته بأقنوم لاهوته. فاذاً أن كان يسوع وجد في أعين الناس يسمو أعتباره، وتنمو كرامته، ويتزايد حبه منهم حسب مشاهدتهم إياه. فكم بأعظم من ذلك كان ينمو أعتباره وحبه عند والدته المجيدة. ولكن آواه، أنه بمقدار ما كان يتكاثر حبها نحوه وأعتبارها إياه. قد كان ينمو أضعافاً حزنها وتوجعها. من حيث أنها كانت مزمعةً أن تفقده بميتةٍ مرعبةٍ من أشد العذابات. وبمقدار ما كان يقرب زمن تلك الآلام والموت، فبأكثر من ذلك كان سيف الحزن السابق الأيعاز عنه من سمعان الشيخ. يحوز طاعناً قلب هذه الأم المغرمة بحب أبنها. ويجدد فيها الأوجاع بأوفر مرارةٍ. حسبما أوحى ملاك الرب للقديسة بريجيتا قائلاً: أنه بحسبما كان يدنو زمان آلام يسوع المسيح مقترباً، فبحسبه كان يزداد وجع أمه العذراء مرارةً وأحزانها شدةً.* |
|