الضمير هو ما ينجَس الإنسان ويطهَره، وليس الشريعة كشريعة. فلا يكفي أن يحظر القتل والزنى والسرقة إنما يجب أن يهاجم الداء في مكمنه الداخلي، ويسأصل من جذوره، لذلك يجب أن نذهب حتى إلى القلب فنملأه بمحبة الله والقريب. وهاتان المحبتان مختصر الوصايا والشرائع (متى ٢٢: ٤٠) ومعاملة الناس بمثل ما نريد أن يعاملونا به، هي القاعدة الذهبية التي يجب أن نمشي عليها لنرضي الله والضمير (متى ٧: ١٢)، فلا نريد لأحد إلاَ ما نريده لنفوسنا من الخير، فنصدق الناس القول ونبادلهم المساعدة ونصفح عن الإساءة ولا نضمر الأذية ولا نتكبر ولا نتعجرف بما نقوم به من أعمال برَ وإحسان، وهكذا نكون قد تسامينا بالوصية إلى ينابيعها الفوارة والمليئة بالمحبة.