رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"ارسل نورك وحقك فإنهما أهديانني وأصعداني إلى جبلك المقدس وإلى مسكنك (خيامك)؛ فأدخل إلى مذبح الله تجاه وجه الله، الذي يفرح شبابي" [3-4]. إن كان قبلًا في أنينه يقول: لماذا أسلك كئيبًا؟ فإنه لا يكتفي بالسلوك أو مداومة السير في الطريق الملوكي، إنما يطلب عونًا إلهيًا وتدخلًا إلهيًا لكي "يصعد"... هذا هو عمل السيد المسيح "المربي"، يهبنا روحه القدوس الذي يصعد بنا إلى جبله المقدس وإلى مسكنه، أي إلى الحضرة الإلهية (الجبل المقدس)، وإلى شركة القديسين بكونها سكنى الله وسط شعبه. يرى البعض أن ذكر "جبل الله" و "مسكن (خيام) الله" يُشير إلى أن الكاتب لا يمكن أن يكون قبل داود النبي ولا بعد سليمان، فقبل داود لم يكن يُعرف جبل مقدس لله، وبعد سليمان لم تُعرف الخيمة حيث بُني الهيكل. أما ذكر "خيام" بالجمع فلأنه في أيام داود النبي وُجدت خيمتان للعبادة الإلهية، واحدة في صهيون كما تكرر في الكتاب المقدس وأخرى في جبعون (1 أي 16: 37-39). على أي الأحوال لم يفصل الآباء حبنا لله عن تقديرنا لبيته، حتى في الغرب يحذر بعض الدارسين من تجاهل الارتباط ببيت الرب. يقول أحد الآباء إن من ليس فيه حب بيت الله هو بلا تقوى، و يقول أحد الآباء إن الذين يقتادهم الله إنما يقتادهم إلى جبله المقدس وإلى خيامه، أما الذين يتظاهرون أن الروح يقتادهم (تاركين الكنيسة بيت الله) ينتكصون على أعقابهم، مخالفين الوصايا المكتوبة، هؤلاء بكل تأكيد يخدعون أنفسهم. جبله المقدس هو كنيسته المقدسة، ذلك الجبل الذي بحسب رؤيا دانيال كان حجرًا صغيرًا جدًا حطّم ممالك الأرض، نمى حتى غطى وجه الأرض. من كان خارج هذا الجبل لا يترجى الحياة الأبدية، فإن كثيرين يجتهدون في صلواتهم لأسباب كثيرة، لكن يلزمهم ألا يفرحوا بهذا الاجتهاد، لأن الشياطين أيضًا كانت نشيطة في صلواتها حين طلبت إرسالها لتدخل في الخنازير. لنشتهِ الجهاد لأجل بلوغ الحياة الأبدية، وبهذا الاشتياق نقول: "إرسل نورك وحقك". الخيمة هي للرُّحل وأما المسكن فهو للذين هم في شركة واحدة. الخيمة هي لأهل البيت ولمن هم في حالة حرب، لهذا عندما تسمع عن أخبار خيمة وتدرك وجود حرب احترس من العدو! القديس أغسطينوس |
|