منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 26 - 10 - 2022, 11:59 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

مزمور 42 - ضيقة وحيرة






ضيقة وحيرة:

"في ذاتي قلقت نفسي،
لذلك أذكرك يا رب في أرض الأردن وحرمون من الجبل الصغيرة" [6].

يرى القديس جيروم أن المرتل يذكر الله وهو في الأرض المنخفضة في أرض الأردن أو من الجبل الصغير في حرمون (تعني مُحرّقة)... فإن أي قديس مهما بلغت قداسته يرى نفسه في مذلة كما في أرض الأردن المنخفضة، إذ هو مشتاق أن يرتفع ليبلغ قمم الجبال الشاهقة، بل يبلغ الحياة السماوية.
إن كانت هموم العالم التي تتسلل إلى القلب تحدره إلى أرض الأردن فإننا هناك أيضًا نترجى مراحم الله حيث نلتقي بالسيد المسيح الذي أخلى ذاته ونزل إلى مياه الأردن ليهبنا السماء المفتوحة، ويُسمعنا صوت الآب المفرح، ويهبنا عطية روحه القدوس. هذه هي بركات المعمودية، حيث نذكر الله، أو بمعنى آخر نذكر نعمة الثالوث القدوس فينا.
من أين أذكرك؟ من الجبل الصغير ومن أرض الأردن. ربما من المعمودية حيث تُوهب مغفرة الخطايا؛ لأنه لا يركض أحد إلى غفران الخطايا إلا الذي يستاء من نفسه (يشعر بعدم ارتواء)، ولا ينال غفران الخطايا إلا الذي يعترف أنه خاطي، ولا يعترف أحد أنه خاطي ما لم يتضع أمام الله. لهذا من أرض الأردن ومن الجبل الصغير تذكرتك. لاحظوا أنه ليس من الجبل العظيم بل الصغير...
وإن سألتم عن معاني الكلمات، فإن لفظة "أردن" تعني "نزولهم". انزلوا فترتفعوا، ولا تتشامخوا لئلا تُطردوا... و"حرمون" معناها "محَّرم"، احرموا أنفسكم باستيائكم منها، لأنكم إن كنتم راضين عنها يستاء الله منكم...
القديس أغسطينوس
يليق بنا أن نذكر الله من أرض الأردن، أي بروح الاتضاع، وخلال بركات المعمودية؛ وأيضًا من الجبل الصغير بحرمون حيث نشعر أن حياتنا كلها بكل إمكانياتها مقدسة لحساب الرب، وفي ملكيته، ليس للعالم أن يجد له موضعًا فيها. أنا صغير ولكنني مقدَّس بالرب وفيه، وذلك بعمل روحه فيّ!
ربما يقصد بأرض الأردن وحرمون الراجعين من السبي حيث يبلغون إلى مشارف أرضهم، هناك يقفون يتأملون عمل الله معهم، بعد سبعين عامًا حيث انقطع كل رجاء في العودة وها هو يردهم لبناء الهيكل! إنها صورة كل مؤمن راجع إلى الله بعد سقوطه، يشعر كمن قد تحرر من عبودية السبي وانطلق إلى أرض موطنه السماوي، يقف على المشارف بفرح، ذاكرًا معاملات الله معه، هذا الذي لم يترك نفسه تنحني تحت نير العبودية، بل يهبها حرية مجد أولاد الله عند نهر الأردن!
يذكر الإنسان كم من المتاعب قد عانى، ولكن كم من خبرات مراحم الله قد ذاق، لذا يقول مع المرتل:
"العمق نادى العمق بصوت ميازيبك،
كل تيارتك وأمواجك أتت عليّ.
بالنهار يأمر الرب برحمته،
وبالليل يظهرها" [7-8].

هذه هي حال الشعب القديم عندما سلط عليهم الآشوريين ثم الكلدانيين لتأديبهم، وهذا هو حال يونان النبي الهارب من وجه الله، إذ صلى وهو في جوف الحوت، قائلًا: "لأنك طرحتني في العمق في قلب البحار، فأحاط بي نهر؛ جازت فوقي جميع تيارتك ولججك" (يون 2: 3). إنه يسَّبح الله الذي سمح له بضيق وراء ضيق، ليدخل به كما إلى أعماق البحر، لكن الله حوّل له البحر المالح إلى نهر عذب يحيط به، محوّلًا بريته القاحلة إلى جنة مثمرة. هكذا حلت عليه تيارات تأديب الله التي هي في الحقيقة تظهر أبوة الله ورحمته.
يرى القديس أغسطينوس أن الأعماق التي تُنادي أعماقًا إنما هي "الحكمة" أو "الفهم"، فكلما حلت ضيقة بالمؤمن دخل في علاقته مع الله إلى خبرة جديدة، وتمتع بفهمٍ لأسرار الله في معاملاته مع محبوبه.
يقول الأب أنثيموس أسقف أورشليم: [إن العمق الذي يُنادي عمقًا إنما يشير إلى الكتاب المقدس بعهديه، فمن ينعم بأسرار العهد القديم ويتمتع بأعماقها إنما ينسحب قلبه إلى العهد الجديد ويتعرف على أسراره].

وكما يقول القديس كيرلس: [إن نبوات العهد القديم تُنادي ما يقابلها من تحقيق في العهد الجديد].
يرى القديس كيرلس نقلًا عن أنثموس أسقف أورشليم أن ما ورد في العبارة [8] يشير إلى ما حدث في أيام حزقيال عندما حاصره الآشوريون، فبالنهار أمر الرب بالرحمة، وبالليل أرسل ملاكه وقتل 185.000 من رجالهم (2 مل 19: 32-35).
ويُعلّق العلامة أوريجانوسعلى القول: "بالنهار يأمر الرب برحمته، وبالليل تسبحته"، أن النهار يُشير إلى الحياة الأبدية التي بلا ليل حيث ندرك مراحم الله في أعماقها العجيبة، أما حياتنا الزمنية هنا فهي كليل لكنه مفرح، فيه نسبح الله ونظهر مجده لأنه وعدنا بمراحم أبدية أكيدة.
على أي الأحوال فإن مراحم الله غير منقطعة، يأمر بها في النهار ويكشف عنها في الليل حيث الضيق والألم والتجارب. نمجده في النهار حيث نسمع وعده، ونسبحه في الليل حيث يتجلى وسط المتاعب.
تأتي تسبحتنا وسط الآلام هكذا:
"أقول لله: إنك أنت هو ناصري.
لماذا تركتني عنك؟!
ثم لماذا نسيتني؟

ولماذ أجوز كئيبًا إذ يحزنني عدوي عن ترضيض عظامي؟!" [9-10].
عندما يدخل الإنسان تحت التأديب يظن كأن الله قد نسيه أو تخلى عنه مع أنه سند أولاده وناصرهم حتى وسط التأديب.
يرى القديس أغسطينوس إن هذه الكلمات هي صرخات السيد المسيح على الصليب، القائل: "إلهي إلهي لماذا تركتني؟"... [هكذا صرخ رأسنا كمن يتكلم باسمنا (مت 27: 46؛ مز 22: 1].
يختم المرتل المزمور معلنًا إنه وإن كانت عظامه قد ترضضت أو انسحقت بسبب فرط ضيقة وشدة مرارته، ونفسه قد انحنت في أنين، لكنه بفرح يترجىّ الله مخلصه.



دموعي صارت لي خبزًا!

إليك تشتاق نفسي أيها الينبوع الحيّ،
فإني كالإيل التي تسرع نحو جداول المياه،
وفي طريقها تُصارع مع الحيَّات فيزداد عطشهاّ
هب لي هذا الشوق الحقيقي فأجري إليك،
في غربتي، أحطم بصليبك الحية القديمة،
وآتي وأتراءى قدامك، واستريح في أحضانك!
حنيني يزداد لهيبًا... من يقدر أن يطفئه؟!
دموعي صارت لي خبزًا، فأزداد عطشًا إليك!
دموعي لن تجف نهارًا، ولا تتوقف ليلًا!
أسكبها وسط أفراحي، كما في ضيقاتي،
لا أخجل منها وسط كل المحيطين بي،
ولا أُحرم منها في خلوتي الخفية معك!
إنني أهوى هذه الدموع العذبة!
بسيل دموعي غير المنقطع أعلن ذكراك الدائم في داخلي،
أذكرك فتذكرني يا من نقشت اسمي على كفك!
هب لي ألا أنساك قط حتى لا أسمع:
لماذا تنساني، وإن نسيتني أنا لا أنساك!
إني أذكرك، وأذكر أعمالك معي،
فأنعم برؤياك وأشترك مع شعبك في حياة التسبيح!
أذكرك في داخلي،
فأراك ساكنًا فوق نفسي كما على مركبتك النارية،
أنعم بك، تتطلع إليّ وتقودني وتحملني إليك!
أدخل إلى خيمتك المقدسة، إلى بيتك،
إذ تقيم نفسي خيمة ومقدسًا لك!
هناك أفرح، ولن يقدر أحد أن ينزع فرحك مني!
دموعي لن تجف من أجل غنى كلمتك التي تهبني إياها؛
إذ أشاهد أعماقًا تُناي أعماقًا،
أرى نبوات العهد القديم وقد اكتشفت أسرارها،
تتحقق في العهد الجديد!
مع كل صباح أنصت إلى وعودك،
وإذ يحل المساء أدخل في ضيق فأكتشف مراحمك.
تبقى أنت ناصري ومخلصي،
تشدد عظامي التي رضضها العدو،
وترفع نفسي التي انحنت في أنين مُرّ.
لك المجد يا مخلصي،
فأنت وحدك تقدر أن تمسح دموع نفسي الخفيّة!
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كان معاك وسط آتون الوجع والظُلم وحيرة الليالي
مزمور 38 - كان داود النبي في ضيقة شديدة
أرفع عنا كل ضيق وحيرة أعطينا سلامك
هينهي حزنگ بفرح وحيرتگ بإستجابه
عطلة الشتاء بين ملل الأطفال وحيرة الآباء


الساعة الآن 08:21 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024