يسوع يهدّد بترك الدير والقديسة فوستينا تبدأ بمشاركة المسيح في آلامه
43-رأيت مرّة أختين على وشك الهبوط إلى الجحيم. فمزّق نفسي نزاع مخيف. صليت إلى الله لأجلهما وقال لي يسوع: «إذهبي إلى الأم الرئيسة وقولي لها إن هاتين الأختين في خطر ارتكاب خطيئة مميتة». في اليوم التالي أخبرت الأم الرئيسة، وكانت أحداهما قد تابت بشوق كبير بينما كانت الثانية تكافح بشدّة.
44- قال لي يسوع يوماً: «سأغادر هذا البيت، لأن فيه أموراً عديدة تغيظني». وخرجت البرشانة المقدّسة من بين القربان وأتت فأرتاحت في يديّ، غير أنني أعدتها بفرح إلى مكانها. وتكرّر الحدث مرّة ثانية فتصرّفت كالسابق. رغم ذلك تكرّر مرّة ثالثة. لكن تحولتْ القربانة، هذه المرّة إلى الرب يسوع الحي الذي قال لي: «لن أمكث هنا بعد». فتحرّكت في نفسي محبّة قوّية ليسوع فأجبت: «لا أدعك تغادر هذا البيت يا يسوع». واختفى يسوع مجدّداً بينما بقيتْ القربانة في يديّ. فأعدتها إلى بيت الكأس وأقفلت بيت القربان. فبقي يسوع معنا وبدأت ثلاثة أيام من العبادة للتعويض.
45- قال يسوع لي مرة: « أخبري الأم العامة [مايكل] أن هذه وتلك من الاشياء تُرتكب في هذا البيت. وهذا ما يُلحق بي إهانة كبرى». لم أخبر الأم الرئيسة فوراً. ولكنّ الاضطراب الذي حل بي، لم يعد يسمح لي بالتباطئ دقيقة واحدة. فكتبت على الحال إلى الأم العامّة وعاد السلام إلى نفسي.
46- كنت أشعر غالباً بآلام المسيح في جسدي دون أن يلاحظه الآخرون. ففرحت بذلك لأنها كانت إرادة يسوع. ولكن لم يدمْ ذلك الّا وقتاً قصيراً. وهذا العذاب اضرم نفسي بالحب لله وللنفوس الخالدة. فالحبّ يتحمل كل شيء. الحبّ هو أقوى من الموت. والحبّ لا يخاف شيئاً.