كلـَّما أرفعُ عيني كيما أنظـُرُ بعيدْ
أنظرُ أمراً عجيباً سيداً وسطَ العبيدْ
هل تُراهمْ يعلمونَ أنه شخصٌ فريدْ؟
أم تُراهمْ يفهمونَ؟ هَلْ هذا شيىءٌ جديدْ
خيمةٌ منذُ القديمِ مجدُها مجدٌ مَهيبْ
تتوسطُ خياماً لونُها قاتِمْ مَعيبْ!
كلـُّهم ذا يعرفونَ ما هو الأمرُ الغريبْ؟
فلـِمَ لا يُدرِكونَ أنّهُ شخصٌ عَجيبْ؟
لِكنْ ما لمثلِ هذا صاحبُ الجنسِ الشريفْ
أنْ يعيشَ وسطَ قوم شرُّهم شرٌ كثيفْ
إنما جاءَ ليعلنْ حُبَه الحبَ العفيفْ
للغنىِّ والفقيرِ للبصيرِ والكفيفْ
كلـَّما كانَ يسيرُ كانَ عِطرهُ يَفيحْ
للحزينِ والكسيرِ للكئيبِ والجريحْ
نظرةُ عينْهِ تشفى لمسةُ يَدْهْ تُريحْ
كلماتُ فيهِ تُشبع تعلنُ الحقَ الصَّريحْ
فتأملوا مليَّاً حبَ فادينا يسوعْ
بعد أن عاشَ حياةً ملؤُها خيرُ الجموعْ
قد مضى إلى الصليبِ طائِعاً وفى خُضوعْ
لمشيئةِ الإلهِ إنَّ مجدَهُ بديع!
هيا معي سبحوُه وانحنوا، له اسجدوا
وليكن نَغْمُ الحياةِ "ذا الإلهَ مجدوا"
إذ هو الربُ القديرُ والرفيعُ الماجِدُ
والمشيرُ والعجيبُ والعلـُّي الأوحدَ
عن قريبٍ سوفَ يأتي مُسرعاً من السماءْ
هذا وعدُه اليقينُ هذا موضوعُ الرجاءْ
عند ذا سوفَ نكونَ حولَ عرشِ ذي البهاءْ
ساجدينَ، شاكرينَ فضلـَه بلا انتهاءْ