![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* لقد بشّر وسط الجماعة العظيمة... الآن يُخاطب أعضاءه. إنه يحثهم أن يعملوا ما قد عمله هو فعلًا. لقد بشَّر، فعلينا نحن أيضًا أن نبشر. تألم، فلنتألم نحن أيضًا معه. لقد تمجد فسنتمجد نحن أيضًا معه (رو 8: 17)... لقد بشَّر وسط الأمم كلها، لماذا؟ لأنه هو نسل إبراهيم الذي فيه تتبارك جميع الأمم (تك 22: 8). ولماذا وسط الأمم كلها؟ لأن "منطقهم خرج إلى أقاصي المسكونة" (مز 19: 4). "هوذا لا أمنع شفتي. أنت يا رب علمت (برّي)" [9]. شفتاي تنطقان، وأنا لا أمنعهما عن الكلام. حقًا إن شفتي مسموعتان في آذان البشر، لكنك أنت الذي تعلم قلبي... فالبشارة لا تقصر على الشفتين وحدهما، حتى لا يُقال عنا: "مهما قالوا لكم فافعلوه، لكن بحسب أعمالهم لا تفعلوا" (مت 23: 3). ولئلا يُقال عن الشعب: "يسبحون الله بشفاههم لا بقلبهم". "هذا الشعب يكرمني بشفتيه لكن قلبه عني ببعيد" (إش 29: 31). أتقدمون اعترافًا مسموعًا بشفاهكم؟ اقتربوا إليه بقلوبكم أيضًا. "لم أكتم برّك (عدلك) في قلبي" [10]. ماذا يعني "برِّي"؟ إيماني، لأن "البار بالإيمان يحيا" (عب 2: 4؛ رو 1: 17). (ففي أثناء الاضطهاد) لا يقول المسيحي في قلبه: "إنني بالحق أؤمن بالمسيح، لكنني لا أعلن ما أؤمن به لمضطهدي الثائر ضدي الذي يُهددني. الله يعلم أنني أؤمن بالحق في داخلي، في أعماق قلبي؛ وهو يعرف إنني لا أنكره". "بخلاصك وحقك نطقت" [10]. لقد أعلنت أمام الكل عن مسيحك! كيف يكون المسيح هو "حقك"؟ إنه يقول: "أنا هو الحق" (يو 14: 9). كيف يكون المسيح "خلاصك؟ عندما تعرَّف سمعان على الطفل بين يديْ أمه في الهيكل قال: "لأن عيني قد أبصرتا خلاصك" (لو 2: 30). "ورحمتك وحقك لم أخفهما عن محفل عظيم" [10]. ليتنا لا نحجز رحمة الرب وحقه. أتريدون أن تسمعوا ما هي رحمة الرب؟ اتركوا خطاياكم، فيغفرها لكم. أتريدون أن تسمعوا ما هو حق الرب؟ تمسكوا بالبر؛ فينال بِرَّك إكليلًا. الآن تعلن الرحمة لكم، وأما الحق فسيُعلن لكم فيما بعد؛ فإن الله ليس رحيمًا دون أن يكون عادلًا، ولا هو بعادل دون أن يكون رحيمًا... "وأنت أيها الرب إلهي لا تُعبد رأفاتك عني" [11]. إنه يلتفت إلى الأعضاء المجروحة... أنظر خلال وحدة الكنيسة الجامعة إلى أعضائك المتألمة، تطلع إلى أولئك المثقلين بخطايا الإهمال، ولا تُبعد رأفاتك عنهم. القديس أغسطينوس |
![]() |
|