هذا المعْلم التاريخي والروحي، أي هذا المعبد المكرّس على اسم السيّدة العذراء على قمّة الكرمل، تعود تسمية اولئك النسّاك "بإخوة العذراء مريم". وعلى ذلك، فإنَّ تعبّد الكرمليّين نحو أمهم العذراء لم تقتصر على تشييد الكنائس والمعابد على اسمها، وعلى اتخاذهم إياها شفيعة ونموذجاً لحياتهم، بل كرّسوا لها أنفسهم، وذلك في الصيغة القانونية لنذورهم بالذات، بحيث تكون نذور الراهب الكرملي فاسدة إن لم تشتمل صورة إبرازه النذور على تكريسه لمريم العذراء، وبذلك يصبح الراهب حقاً في عداد "إخوة العذراء سيّدة الكرمل".
هذا كلّه يجعلنا ندرك مدى ارتباط الراهب الكرملي بأمّه العذراء مريم، من جهة، ومقدار استحسان العذراء لهذا التكرّس لها، من جهة أخرى. وما انفكّت العذراء مريم تعبّر عن حمايتها لإخوتها الكرمليّين في كلّ وقت لا سيّما زمن الاضطهادات والأخطار، ومن بين تلك العلامات الصارخة عن حبّها لإخوتها الكرمليّين وحمايتها لهم "ثوب سيّدة الكرمل".