ما انفكَّ الآباء القديسون وشرّاح الكتاب المقدّس ينقلون الرمز الروحي والسرّي لتلك السحابة التي ظهرت لإيليا النبي على قِمّة الكرمل. لقد رأت الكنيسة في تلك السحابة السرّية، التي انهمرت على الأرض مطراً غزيراً بعد طول انحباس، رمزاً للعذراء مريم، أمّ المخلص الذي هبط على الأرض يسكب عليها خيور النعمة والسعادة والحياة.
كان من الطبيعي إذاً، أن يشيّد نسّاك الكرمل معبدهم الأول على اسم من اتخذوها شفيعة ونموذجًا لحياتهم الرهبانيّة في الصلاة والتأمّل، تلك التي كانت تُصغي إلى كلام الله وتشارك يسوع في مراحل حياته، يكبر بين يديهما، ثم ينطلق إلى الرسالة ويعاني الآلام والصلب... "وهي تحفظ كلّ ذلك وتتأمّل فيه في قلبها".