لقد صمت ولم يتكلم مع الجاهل المقاوم له، ليتحدث مع خالقه:
"صممتُّ ولم أفتح فمي لأنك أنت صنعتني.
انزع عني سياطك،
لأني قد فنيت من قوة يدك".
* لأحتمي من الجاهل صرت أبكمًا لم أفتح فمي، لأنه لمن أُخبر عما يجري في داخلي؟ فإنني أنصتُّ إلى قول الله الرب لي في داخلي، "فإنه يتحدث بالسلام مع شعبه" (مز 85: 8).
القديس أغسطينوس
صمت المرتل مع الجاهل، أما مع الرب فدخل في توسل يطلب الرحمة. وهو يعني بالصت أيضًا أنه ليس لديه ما يدافع به عن نفسه أمام خالقه، فقد صمت عن تبرير ذاته، إنما يفتح فاه مترجيًا رأفاته.
تضرع القديس بولس ثلاث مرات لكي يرفع الله عنه شوكة المرض، فكانت الإجابة: "تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل" (2 كو 12: 9). وإذ اختبر الرسول نعمة الله وبركة الضيقات قال: "فبكل سرور أفتخر بالحري في ضعفاتي لكي تحلّ عليّ قوة المسيح، لأني حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوي" (2 كو 12: 9-10).