![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() "بل أن كل الأشياء باطلة، ولكل إنسان حيّ؛ لأنه بالشبه (كخيال) يسلك الإنسان. بل باطلًا يضطرب، يُخزن ولا يدري لمن يجمعه" [5-6]. * حقًا ماذا كان يقول قبلًا؟ أنظر فقد تخطيت أو وثبت على كل الأشياء المائتة الزائلة، واحتقرت الأمور الدنيا، ووطأت بقدمي كل الأرضيات، وحلّقت فوق حيث مباهج ناموس الرب. لقد طفت في تدبير الرب واشتقت إلى تلك "النهاية" التي هي ذاتها بلا نهاية. اشتقت إلى تلك الأيام التي لها كيان حقيقي ووجود صادق، إذ توجد أيام أخرى لا وجود حقيقي لها. هأنذا قد صرت واحدًا يثب فعلًا بقوة، مشتاقًا إلى الباقيات... لكن حقًا مادمت أنا في هذا العالم، إذ أحمل جسدًا مائتًا، وطالما أن حياة الإنسان على الأرض هي تعب ومشقة، مادُمت أتأوه وأئن من منغصات هذا الوجود، مادمت أنا هكذا فإنني كلما كنت قائمًا أخشى لئلا أسقط، وطالما خيري وشري في عدم يقين، فإنه إنما "كل إنسان حيّ كله باطل (خيال)". القديس أغسطينوس * أخبروني، هل إذ طارد إنسان الريح أو حاول الامساك به ألا نقول عنه إنه مجنون؟ أيضًا إذ حاول إنسان أن يمسك ظلًا ويهمل الواقع، إن أبغض إنسان زوجته وعانق ظلها، أو نفر من ابنه وأحب خياله، فهل تحتاجون إلى دليل أوضح من هذا على عتهه؟ هكذا أيضًا الذين يسعون في طمع إلى الأمور الحاضرة، لأن جميعها إنما هي خيال؛ نعم، سواء أكان المجد أو القوة أو الحياة الرغدة أو الثورة أو الرفاهية أو أي شيء آخر في هذه الحياة. بحق قال النبي: "إنما كخيال (كشبه) يسلك الإنسان، بل باطلًا يضطرب" وأيضًا يقول: "مالت أيامي كظل" (مز 102: 11). وفي موضوع آخر يدعو الأمور البشرية داخانًا وعشبًا يابسًا . القديس يوحنا الذهبي الفم هنا يتحدث المرتل على الغنى والثروات التي تُجمع ظلمًا والتي يُساء استخدامها. * الثروات باطلة إذا ما اُنفقت على الرفاهية، لكنها تكف عن أن تكون باطلة إذا ما وُزعت على المعوزين. القديس يوحنا الذهبي الفم |
![]() |
|