قد تكبدت هذه البتول لأجل أوجاع أبنها وآلامه محتملةً في قلبها الشديد الحب أنواع تلك الآلام! أي الجلد، التكليل بالشوك، الأهانات، التعييرات، المسامير، الصليب، كأنها هي نفسها جلدت، كللت، أهينت، عيرت، سمرت، صلبت، ولهذا اذ يتصور القديس بوناونتورا عينه حال وجود هذه الأم الإلهية في جبل الجلجلة حاضرةً موت أبنها، فيخاطبها كمستفهمٍ قائلاً: أيتها السيدة أخبريني أين كنتِ حينئذٍ واقفةً، أهل أنكِ وجدتِ قريبةً فقط من صليب يسوع، كلا بل أنني أقول الأجود أنكِ كنتِ مرفوعةً على الصليب عينه، ومسمرةً مصلوبةً مع أبنكِ نفسه.