ألم يكن مناسبًا أن يختار الله عذراء غاية في القداسةِ والنقاوةِ والطهارة، وخالية من الشوائب لتقوم خدمة هذه الخطّة الخلاصيّة؟ وهذه العذراء، أين نجدها، إن لم يكن ذلك إلاّ في هذه المرأة الفريدة من بين النساء، التي اختارها خالق الكون قبل كلّ الأجيال؟
نعم، هذه هي والدة الله، مريم ذات الاسم الإلهي و"الممتلئةُ نِعمَةً" (لوقا ١: ٢٨)، التي أعطى حشاها الجسد للإله المتجسّد، وقد حضّرها هو نفسه بطريقة تفوق الطبيعة، والقل البشري، لتكون هي، وفيما بعد نحن ايضًا: "هيكلُ الله الحي" (قورنتس الثانية ٦: ١٦)، ومسكن الثالوث الأقدس.