|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* في أن أستشهاد مريم البتول وجد أكثر أستطالةً من * * أستشهادات جميع الشهداء* ترى من هو ذاك الإنسان الحاصل على قلبٍ قاسٍ كالجلمود، حتى أنه لا يتوجع متخشعاً عند أستماعه إيراد حادثٍ مملؤٍ من الغم، مستحق الندب والبكاء الحادث الذي حصل وقتاً ما في هذا العالم وهو أنه كانت على الأرض أمرأةٌ شريفةٌ قديسةٌ، لم يكن لها الا أبنٌ وحيدٌ، وهذا الأبن كان هو الموضوع المستحق أعظم المحبات الممكن تصوره في العقل، باراً جميلاً حاوياً كل الفضائل، مغرماً بالحب الشديد نحو هذه الوالدة، بنوع أنه قط لم يكن أغاظها بأدنى شيءٍ. بل كان دائماً يحترمها بوقارٍ، ويطيعها بتكريمٍ، ويكمل مشيئتها بكل حقائق الحب، ولذلك قد وضعت هي فيه جميع أميالها وعواطفها وحبها على الأرض. فماذا جرى بعد ذلك، فقد حدث أن هذا الأبن لأجل روح الحسد الذي أستوعبت منه قلوب أعدائه، قد اشتكوا عليه كذباً وعدواناً أمام القاضي، الذي ولئن كان عرف براءته وأشهرها معترفاً بها، فمع ذلك لكيلا يغيظ هو أولئك الأعداء قد حكم على هذا الأبن البريء من الذنب بالموت ذي العار والخزي، بالنوع المطلوب من الأعداء أنفسهم، ومن ثم هذه الأم المسكينة أحتملت الحزن الشديد المسبب لها من قبل مشاهدتها أبنها البار المحبوب منها بهذا المقدار، يقتل ظلماً في سن شبوبيته بميتةٍ بربريةٍ كلية القساوة! أعدموه ــ الحياة أمام عينيها، فيما بين العذابات الأشد أوجاعاً، وأماتوه موت الخزي والعار. |
|