ميثاق الله:
بعدما تحدث عن أسباب الشر الخفية وسمات الشرير يفتح المرتل أبواب الرجاء لكل نفس تتمتع بميثاق الله ومراحمه.
يحتوي هذا القسم علي ترنيمة للرب الذي يقيم عهده مع كنيسته [5-9]؛ وتوسل مقدم لحب الله مقيم العهد لحماية الأبرار [10-11]. يتحدث داود الآن عن الله الذي يرفضه الشرير ولا يعرفه، بينما يجده البار ملجأ له ويحتمي تحت ظل جناحيه. يجده الله كلي الحب، رحمته وصلاحه لا ينقطعان قط.
1. مراحم الله وعدله سمائيون:
"يا رب في السماء رحمتك وبرك إلي السحاب (الغمام)" [5].
أ. يقوم ميثاق الله مع كنيسته علي أساس مراحمه الجزيلة غير المنفصلة عن عدله أو بره. مراحمه سماوية وبره يبلغ إلي السماء... ربما يقصد بالسماء هنا أن سماته مطلقة غير محدودة، مراحمه عالية جدًا ومرتفعة، فائقة وعظيمة للغاية. مهما تكن متاعبنا شديدة وعميقة وبالغة، تبقى مراحم الله أعلي وأعظم. إنها تهب رجاءً لكل إنسان أينما وجد ومهما بلغت خطاياه أو اشتدت به الضيقات الداخلية والخارجية.
ب. تشير السماء إلي المؤمنين الحقيقيين الذين ينعمون بالرحمة الإلهية والبر السماوي، فتتحول أرضهم إلي سماء، حيث يُعلن ملكوت الله داخلهم.
يقول القديس أغسطينوس أن القديسين ينعمون بالرحمة السماوية لا الأرضية، الأبدية لا الزمنية: [لنتطلع إذًا إلي الرحمة، لكن إلي تلك الرحمة التي في السماء].
* توجد رحمة أرضية وأخرى سماوية؛ واحدة بشرية والأخرى إلهية. فما هي الرحمة البشرية؟ تلك التي تهتم بشقاء المساكين؟ وما هي الإلهية؟ بلا شك تلك التي تهب غفران الخطايا. ما تقدمه الرحمة البشرية من هبات في الطريق تسترده بالرحمة الإلهية في المدينة السماوية .
الأب قيصريوس أسقف آرل
ج. رحمة الله في السماء لا يقدر أحد أن يبلغها بنفسه، إنما يحتاج إلي نزول السماوي نفسه إليه ليرفعه إليها، وإلي روح الله القدوس ليكشف له عنها. لهذا تجسد كلمة الله ورافقنا طريقنا، وأرسل لنا روحه القدوس.
* لأن تفسير الأسرار النبوية ما كان يُعلن عنها قبل مجيء الرب.
القديس أكليمندس الإسكندري
بنزول السماوي بادرْنا بالحب ونحن بعد أعداء، وبإرساله روحه القدوس كشف لنا عن الحق السماوي المخفي تحت ظل الناموس ورموزه وفي نبّوات الأنبياء.
د. يفسر القديس أغسطينوس "السحاب" هنا بالكارزين بالإنجيل الذين يصنع الله بهم عجائب. وكأن قوله: "بِرَّك إلي السحاب" يعني أن الله الذي برحمته يهب بره لقديسيه، خاصة الكارزين بالإنجيل، يرتفعون إلي السحاب كي يمطروا بمياه النعمة الإلهية علي القِفار فتتحول إلي فردوس الله المفرح.
إن كانت الخطية ثقيلة كالرصاص فبِّر المسيح يجعلنا كالسحاب نرتفع بلا عائق في الجو، لا في تشامخ الروح، وإنما بعمل روحه الوديع، فيتسع قلبنا بالحب عوض الإدانة، ونقدم إنجيل المسيح المفرح الذي يُجدّد القلوب ويقدسها بروح الله كهيكل مقدس له!
2. ثبات عدل الله وقوة أحكامه:
"عدلك مثل جبال الله،
أحكامك مثل العمق العظيم" [6].
إن كانت خطايانا قد نزلت بنا كما إلي لجة عظيمة، إلي أعماق الهاوية، فإن أحكام الله أو تدابيره لا ترفعنا فقط من العمق، وإنما تهبنا بره فنصير جبال الله العالية التي يشرق عليها شمس البر ويمطر عليها بنعمته فيكسبها خصوبة وجمالًا.
* كما تكسي الشمس عند بزوغها الجبال أولًا بالنور الذي ينحدر بعد ذلك إلي الطبقات الدنيا، هكذا جاء ربنا يسوع المسيح أضاء بنوره أولًا الرسل كمرتفعات عالية؛ أنار أولًا الجبال ثم هبط بنوره إلي وادي العالم المحتجب... فإن بقيتم علي الجبال لن يتزعزع رجاءكم... حيث يأتيكم العون حقًا. لأنه قد كُرز بالكتاب المقدس لكم من خلال الجبال، أي بواسطة الكارزين العظماء الذين شهدوا بالحق. لكن لا تضعوا رجاءكم فيهم، فالعون يأتي من الجبال، لكنه لا يصدر عنهم؛ فمن أين يصدر إذن؟ "من الرب الذي صنع السموات والأرض" (مز 121: 1-2).
"عدلك مثل جبال الله"، بمعنى آخر، الجبال ملآنة بعدلك.
"أحكامك مثل العمق العظيم". يستخدم المرتل كلمة "عمق" ليدلك علي عمق الخطية التي ينحدر إليه الإنسان باستخفافه بالله... كما أن جبال الله تعبر عن عدله، السمو الذي ترفع إليه نعمته، هكذا بأحكامه ينحدر (الأشرار) إلي الهوة العميقة جدًا حتى أسافلها.
القديس أغسطينوس
3. شمول مراحمه:
"الناس والبهائم تخلصهم يا رب" [6]. تستعلن مراحم الله غير المتناهية من خلال عنايته التي تحتضن الناس والحيوانات. إنه إله رؤوف متحنن علي كل خليقته، يشرق شمسه علي الأبرار والأشرار ويمطر علي الصالحين والطالحين؛ يهتم حتى بالخليقة غير العاقلة، فكم بالأكثر ينعم علي الأبرار المتكلين عليه؟!
ربما يقصد بالناس "المؤمنين" الذين سلكوا بالحكمة فأرتموا في أحضانه، وبالبهائم "الأشرار" الذين تركوا لشهواتهم الجسدية العنان فصاروا اشبه بالحيوانات غير العاقلة.
خلاص الناس ربما يعني خلاص النفس الأبدي، وخلاص البهائم يشير إلي إهتمامه بالجسد أيضًا، إذ هو خالق الإنسان بكل كيانه.
لقد جاء السيد المسيح، خبز السماء، مولودًا في مزود كي يقبله حتى الذين انحرفوا إلي الحياة البهيمية، طعامًا روحيًا لهم.
* إن كنتم بشرًا كلوا "الخبز" إن كنت (قد صرت) حيوانًا فتعال إلي المزود (وتمتع بالمسيح هناك) (لو 2: 7) .
القديس جيروم
* يا لعظم فيض مراحمك حيث يحل الأمان بجسد الإنسان المائت كما بجسد الحيوانات؛ هذا هو فيض مراحمك... هل من مزيد بالنسبة لنا؟ حقًا، ماذا يوجد أيضًا؟ استمع: "بنو البشر في ظل جناحيك يثقون". إنهم يسكرون بفيض خيرات بيتك، إذ تجعلهم يرتوون من ينبوع (سيل) مسراتك، فإن معه ينبوع الحياة [8-11].
المسيح هو ينبوع الحياة. لقد نلنا الأمان (الجسدي) أسوة بالبهائم حتى جاءنا ينبوع الحياة... ومات لأجلنا...! هذا هو الخلاص غير الباطل، لماذا؟ لأنه لا يزول!.
القديس أغسطينوس
4. فيض حنوه:
"مثل ما أكثرت رحمتك يا الله.
وبنو البشر في ظل جناحيك يحتمون" [7].
إذ يدرك بنو البشر كثرة مراحم الله يلجأون إلي ستر جناحيه، أي إلي العهدين القديم والجديد، حيث يجدون فيهما كنوز وعوده العجيبة، ومفاهيم ميثاق حبه العجيب مع الإنسان. فيهما يتمتعون بالنبوات ويدركون سرّ الخلاص الذي قدمه المسيا ببذل حياته عنهم ولأجلهم!
سبق فأعلن المرتل عن حنو الله ورعايته للإنسان والحيوان، أما بالنسبة للميثاق فهو خاص ببني البشر وحدهم الذين "في ظل جناحيه يحتمون".
تصوير الاحتماء بظل جناحي الله مستمد من:
أ. جناحي الشاروب اللذين يغطيان تابوت العهد، حيث أعتاد الله أن يتحدث مع شعبه.
ب. جناحي الدجاجة التي تحمي فراخها.
ج. تدريب صغار النسور علي الطيران بعد كسر العش.
أستخدم بوعز ذات التصوير في حديثه مع راعوث (راعوث 2: 12)، كما استخدمه ربنا عن أورشليم (مت 23: 37) حيث كشف باتضاعه وحبه الشديد عن حنّوه لبنيه وشوقه إلي خلاصهم.
* من هم بنو البشر؟ هؤلاء الذين يثقون في ظل جناحي الله. يُدعون "بشرًا" الذين يتهللون كالبهائم بالأمور المادية، أما "بنو البشر" فيفرحون بالرجاء؛ الأولون يشتركون مع البهائم في طلب الخير الحاضر، أما الآخرون فيشتركون مع الملائكة في تطلعهم نحو الخيرات العديدة.
القديس أغسطينوس
5. ينبوع الحياة:
"ومن دسم بيتك يسكرون،
ومن وادي نعيمك تسقيهم؛
لأن ينبوع الحياة عندك" [8-9].
في بيت الرب - الكنيسة - ينتعش المؤمنون الحقيقيون بخمر الحب الإلهي؛ يمتلئون فرحًا وبهجة، ويرتوون، فلا يعطشون بعد إلي ينابيع الشهوات الأرضية والملذات الزمنية ومباهج الحياة. يجدون في المخلص سرّ فرحهم الحقيقي وبهجتهم وارتوائهم!
ويشير الحديث هنا إلي التشبيه بضيوف يستقبلهم الله في بيته ليعيشوا كل حياتهم في عيد لا ينقطع، حيث تزخر الموائد اليومية بالدهن الدسم (أي 36: 16؛ مز 63: 5؛ إش 55: 2؛ إر 31: 14). سيُحضر الله شعبه إلي حضنه لينعموا بنهر الوعود، ويدعهم يرتوون من نعمته فلا يعطشوا أبدًا. خارج الله لا توجد قطرة حياة، أما فيه فلا ينقطع نبع الملذات الإلهية.
* السيل هو اسم يخص فيض المياه المتدفق. هذا الفيض هو مراحم الله التي تنبع لكي تُنعش وتروي من يضعون ثقتهم في ظل جناحيه. يا لها من لذة؟! إنه سيل يفيض فيروي العطاش. ما علي الظمآن إلا أن يترجى حتى يشبع ويمتلك الحق... من هو ينبوع الحياة إلا المسيح، الذي جاء إليكم في الجسد لكي يرطب حلقكم الملتهب، هذا الذي أعطانا عربونًا لإرواء الظمآى، يشبع المتكلين عليه إلي الملء.
* يوجد رجاء في هذا النعيم؛ فإننا نشعر بالجوع والعطش فنحتاج أن نقتات (نأكل ونشرب). علي أي الأحوال يحل الجوع في الطريق فقط، أما البيت فيفيض بالخيرات. متى نشبع؟ "أشبع عندما يظهر مجدك" (مز 17: 15). أما الآن فمجد إلهنا، مجد مسيحنا، مخفي، ومعه يختبئ مجدنا نحن أيضًا. ولكن "متى أظهر المسيح حياتنا فحينئذ تظهرون أنتم أيضًا معه في المجد" (كو 3: 4). حينئذ تكون الـ"هلليلويا" حقيقية، أما الآن فهي مجرد رجاء.
القديس أغسطينوس
* ما هو هذا الينبوع إلا ربنا يسوع المسيح...؟! إنه الينبوع الصالح الذي يعطينا برودة بعد نيران هذه الحياة وحراراتها، وبفيضه يلطف جفاف قلوبنا .
الأب قيصريوس أسقف آرل
* الذين يشربون من غنى بيت الله ومجرى مسرته يرتوون، كما يخبرنا النبي (مز 36: 8). بهذه الوسيلة سكر داود ولم يدر بنفسه؛ وإذ كان في دهش عاين ذلك الجمال الإلهي الذي لا يقدر مائت علي معاينته .
القديس غريغوريوس أسقف نيصص
* لأن نهر النعيم قد فاض بغنى لأجلنا؛ وينبوع الحياة الذي في المسيح، والذي تحدث عنه أحد الأنبياء بأنه يخصنا: "هأنذا أفيض عليهم كنهر سلام وكسيل يفيض بمجد الأمم" .
القديس كيرلس الكبير
6. النور:
"بنورك نعاين النور" [9]. يشير هنا إلي الروح القدس واهب الأستنارة.
يقول المرتل: "لأن ينبوع الحياة عندك، وبنورك نعاين النور" يتحدث عن الثالوث القدوس.
الابن هو ينبوع الحياة الذي عند الآب وواحد معه.
الروح القدس هو نور الآب (بنورك) الذي به نعاين الآب والابن (النور)!
لا يستطيع أحد أن ينير نفسه، فالنور كله يصدر عن السماء، من "روح الحق الذي من عند الآب ينبثق" (يو 15: 26). به نرى الابن الكلمة كما نرى الآب، بل وبه نرى حقيقة أنفسنا، إذ ينير بصيرتنا فنكتشف ضعفنا ونشعر بحاجتنا إلي الخلاص، به يضيء لنا "إنارة إنجيل مجد المسيح... لأن الله الذي قال أن يشرق نور من ظلمة هو الذي أشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح" (2 كو 4: 4-6).
* كما هو مكتوب: "بنورك نعاين النور". أي باستنارة الروح القدس "النور الحقيقي الذي يضيء لكل إنسان آت إلي العالم". فيظهر مجد الابن الوحيد، ويهب معرفة الله للعابدين الحقيقيين.
القديس باسيليوس الكبير
* بدون نور الكتاب المقدس نعجز عن رؤية الله، الذي هو النور (1 يو 1: 5)، وعن إدراك عدله المملوء نورًا.
الأب مارتيروس
* في ابنك الذي هو النور نعاين نور الروح القدس؛ وذلك كما أظهر لنا الرب نفسه، قائلًا: "إقبلوا الروح القدس" (يو 20: 22)، وفي موضع آخر قيل: "قوة كانت تخرج منه" (لو 6: 19).
لكن من يقدر أن يشك في أن الآب هو نور، عندما نقرأ عن ابنه إنه بهاء النور الأبدي؟ لأنه لمن يكون الابن بهاءًا إلا للآب؟! الذي هو دائمًا مع الآب، ودائمًا ينير، لا ببهاء مخالف بل بذات التألق ؟!
القديس أمبروسيوس
* روح الله شراب ونور. لو أنك وجدت ينبوعًا في الظلام، تشعل نورًا حتى يهديك إلي الوصول إليه. لكنك لا تشعل نورًا عند الينبوع المضيء، لنه هو ذته يشرق عليك، ويقودك إلى ذاته. حين تأتي لتشرب أقترب إليه، ولكي تستنير تعال إليه.
القديس أغسطينوس
إذ يجد المرتل نفسه واقفًا علي أرض النزاع بين شر الإنسان [1-4] ومراحم الله [5-9] يتحول إلي الصلاة بلجاجة. إنه يطلب من أجل استدامة محبة الله المملؤة حنوًا علي كل الذين يعرفون الله. ويصلي من أجل تمتعهم بالخلاص وسط الضيق حتى لا تطيح بهم رِجل المتكبر الطاغية المتغطرس، ولا تزحزحهم يدَّ الشرير. يطلب أن يعلن الله عدله لمستقيمي القلوب. إننا نحتاج إلي مراحمه التي لا يُنطق بها كما نحتاج إلي عدله الذي به يؤدب الأشرار حتى لا يهلك المستقيمون.
"فأبسط رحمتك علي الذين يعرفونك،
وعدلك علي المستقيمي القلوب.
لا تأتني رجل الكبرياء،
ويَّد الخطاة لا تحركني" [10-11].
يطلب المرتل بسط الرحمة علي الذين يعرفون الله، لأن ما يتمتعون به من "معرفة" لا فضل لهم فيه، إنما هو هبة إلهية من قِبل مراحمه ونعمته السخية المجانية. بسط الرحمة إنما يشير إلي ديمومة التمتع بالمعرفة والنمو فيها؛ فإذا نزعت مراحم الله يرجع
الإنسان إلي جهالته ويفقد نعمة المعرفة.
يطلب المرتل عدل لله للمستقيمي القلوب الذين يخضعون لإرادته الإلهية حتى لا يعوج قلبهم بسبب تجربة ما أو في الفرج. يُكلل المستقيمون بالأكثر وسط الضيقات، إذ لا يكفّوا عن تسبيحه، قائلين مع المرتل المتألم المسبِّح، "أبارك الرب في كل حين؛ تسبحته دائمًا في فمي".
* "عدلك علي المستقيمي القلوب"...
كما قلت لكم مرارًا إن المستقيمي القلوب هم الذين يخضعون لإرادة الله في هذه الحياة. أحيانًا إرادة الله هي أن تكون بصحة، وأحيانًا أن تكون مريضًا. إن كنت تجد إرادة الله عذبة حين تكون بصحة، ومُرّة حين تكون مريضًا فأنت لست مستقيم القلب. لماذا؟ لأنك لا تريد أن تطابق إرادتك إرادة الله، إنما تود أن تُخضع إرادة الله لإرادتك.
إرادة الله مستقيمة وإرادتك ملتوية؛ يلزم لإرادتك أن تستقيم في خط واحد مع إرادة الله، لا أن تلتوي إرادتك لتناسبك، حينئذ يكون لك القلب المستقيم.
القديس أغسطينوس
إذ رأى المرتل رِجل الكبرياء ويد الأشرار تقتربان إليه، صرخ إلي الله حتى لا يسقط تحت سلطان الشر (الكبرياء) والأشرار، لئلا يتزعزع فيهيم في هذه الحياة بلا هدف.
* [الخوف من رِجل الكبريا].
عندما تتجدد قوى إنسان ما فيصير مثمرًا جدًا بارتشافه من هذا الينبوع، يلزمه أن يحذر لئلا يتكبر. فإن آدم الأول لم يتحصن من هذا الخطر، وإنما علي النقيض جاءته رِجل الكبرياء ويد الأشرار، أي يد الشيطان المتكبرة قد زحزحته... بالكبرياء سقطنا فبلغنا إلي حالة الهلاك المميتة. وحيث جُرحنا من الكبرياء، فالاتضاع هو الذي يشفينا. جاء الله في اتضاع، ليشفي الإنسان من جراحات الكبرياء الدامية.
*خشى المرتل من جذر الخطية ورأسها معًا، عندما صلي قائلًا: "لا تأتيني رجل الكبرياء".
القديس أغسطينوس