فلنخصص ذواتنا اذاً لخدمة هذه الملكة. ولننعش فينا روح عبادتنا لها وتكريمنا وحبنا إياها بمقدار ما يمكننا: لأنها ليست هي نظير المسلطين والملوك الآخرين (يقول ريكاردوس الذي من سان لورانسوس) الذين يثقلون على رعاياهم حمل إيفاء الأموال والخراجات والخسائر، بل أن ملكتنا هذه تغني عبيدها وخدامها بالنعم والأستحقاقات والمكافأة. ولنصل إليها متضرعين مع الأنبا غواريكوس بقوله لها: أنكِ يا أم الرحمة أنتِ جالسةٌ بالقرب من الله سلطانةً للعالم على عرشٍ هكذا سامٍ، فأشبعي حسناً من مجد أبنكِ يسوع. وأرسلي إلينا نحن عبيدكِ الفتات الذي يزيد عنكِ، فأنتِ انما تتنعمين على مائدة الرب، ونحن المساكين نوجد تحت هذه المائدة ههنا في الأرض نظير كلابٍ صغيرة حقيرة، نطلب منكِ الرأفة والشفقة، فأرحمينا وترأفي علينا يا أم الرحمة.*