![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() بدأ سنبلط بالسخرية بما يفعله نحميا ومن معه. عمل الله دائمًا موضع نقد وسخرية. فقد انتقد اليهود السيد المسيح وسخروا به أثناء محاكمته، وحتى عندما صُلب لأجلهم. سخر منه اللصان على الصليب، لكن اللص اليمين عاد وأدرك الحق الإلهي. كل عمل لحساب ملكوت الله يقابل بالسخرية، فقد قيل عن السيد المسيح نفسه "إنه مختل" (مر 3: 21). وواجه القديس يوحنا الذهبي الفم سخرية بعض الأغنياء والعظماء. * ليضحك من يضحك، وليتهكم من يتهكم! هذا لن يشغل ذهني، فإني لم أشغل هذا الموضع إلا لأكون مرفوضًا وأضحوكة! إني مستعد أن أحتمل كل شيء. من يصر على تصرفاته، ولا يسمع لتحذيري، أمنعه من الدخول في الكنيسة كما بصوت بوقٍ، حتى إن كان أميرًا أو إمبراطورًا. * أعفوني من عملي، وإلا فلا تلزموني أن أكون تحت اللعنة! كيف أجلس على هذا الكرسي أن لم أفعل ما يليق به؟ خير لي أن أنزل عنه، لأنه ليس شيء أمرّ من وجود أسقف لا يفيد شعبه . القديس يوحنا الذهبي الفم * دُعي الشيطان قويًا، ليس لأنه بالطبيعة هو هكذا، إنما بالإشارة إلى سلطانه الذي صار له بسبب ضعفنا [6]. * إن أردنا التغيير فعلًا، علينا أن نستعين بالسيد المسيح. وإن رغبتم في الصلاح، فلا شيء يعوقكم، ولا أحد يمنعكم، حتى الشيطان ليس لديه قوة عليكم. طالما اخترتم الأفضل، واجتذبتم الله لعونكم. لكن إن لم تريدوا ذلك بأنفسكم، بل تحاشيتم الأمر، فكيف يحميكم؟ لأنه ليس عن ضرورة ولا عن إجبار، بل بمحض إرادتكم الذاتية يريد أن يخلصكم . القديس يوحنا الذهبي الفم إنه يصور لك فكر الزنا، فإن أردت قبلته، وإن لم ترد تحتقره. لأنك لو كنت زانيًا قهرًا لما أعد الله جهنم؟! وإن كنت صانع برّ بالطبيعة وليس بإرادتك لما أعد الله أكاليل مجد لا يُنطق بها؟! الغنم وديع، لكنه لا يكلل على وداعته، لأنها ليست باختياره بل بحكم الطبيعة . القديس كيرلس الأورشليمي لأننا بعدما تسلِّمنا الوصية لنطرح عنا كل الارتباكات ونحفظ قلوبنا في يقظة كاملة (أم 23:4)، ونطلب ملكوت الله الذي هو في داخلنا، إذ تخلى العقل عن القلب وعن الغرض الذي نسعى إليه، بهذا أفسحنا المجال في الحال لتخيلات الشيطان، وصار العقل متساهلًا في قبول أي مشورة شريرة. حتى إلى هذا الحد، ليس للشيطان أي سلطان أن يحرك أفكارنا وإلا ما كان يرحمنا، بل كان يدس لنا كل أنواع الأفكار الشريرة، ولا يسمح لنا بأي صلاح. إنما قدرته محصورة في مجرد تقديم مشورة كاذبة في بدء كل فكر، ليختبر أي جهة يميل إليها قلبنا: هل يميل إلى مشورته، أم إلى مشورة الله؟ لأنهما نقيضان . القديس مرقس الناسك السبب في هنا يكمن في إهمال من أصابه الضرر، ونقص ضبطه للنفس، وعدم جهاده. فالشيطان الذي استخدم المكائد القوية المختلفة لم يستطع أن يخضع أيوب له، فكيف يقدر بوسيلة أقل أن يسيطر على آدم، لو لم يقدر آدم بنفسه على نفسه؟! ماذا إذن؟ ألا يصيب الأذى من يتعرض للافتراءات ويقاسي من نهب الأموال، فيُحرم من خيراته، ويُطرد من ميراثه، ويناضل في فقرٍ فادحٍ؟ لا، بل ينتفع إن كان وقورًا، لأنه هل أضرت هذه الأمور الرسل؟ ألم يجاهدوا دائمًا مع الجوع والعطش والعري؟! وبسبب هذه الأمور صاروا مُمجدين ومشهورين، وربحوا لأنفسهم معونة أكثر من الرب؟! وأيضًا أي ضرر أصاب لعازر بسبب مرضه وقروحه وفقره وعدم وجود من يقيه؟ ألم تكن هذه الأمور تضفر له إكليلًا من زهور النصر...؟! إخوة يوسف مثلًا أضروا يوسف، لكن يوسف نفسه لم يصبه الضرر. وقايين ألقى بشباكه لهابيل، ولكن هابيل لم يسقط فيها. وهذا هو السبب الذي لأجله وُجدت التأديبات والعقوبات. فالله لا يرفع العقوبة عن مدبر الضرر لمجرد حدوث الصلاح الذي يتمتع به محتمل الضرر، بل يؤكد عقوبته بسبب شر صانع الإثم. فإنه بالرغم من أن الذين يسقط عليهم الشر، يصيرون أكثر مجدًا على حساب المكائد المدبرة ضدهم، لكن هذا لم يكن في نية الإنسان ألا يضره غيره، بل ينال نفعًا عظيمًا على يدي مناضليه . القديس يوحنا الذهبي الفم |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
رفض نحميا أن ينزل إلى سنبلط وجشم |
طلب سنبلط وجشم التفاوض مع نحميا |
لم يرد نحميا السخرية بالسخرية، ولا النقد بالنقد |
سماع سنبلط وطوبيا عن رحلة نحميا |
ما يفعله كل واحد برفيقه، فبالله يفعله |