رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عدالة الله: 1. عدالة الله مؤسس السموات وواهبها القوة: إن كانت الأرض قد امتلأت من رحمة الرب [5]، فإنه يليق بالأرضيين ألا يستهينوا بطول أناته ورحمته، إنما يجب أن يتَّقوه بخشية [8] بكونه خالق السماء وكل جنودها [7]، يأمر فيكون [9]. "بكلمة الرب تشدّدت السموات، وبروح فيّه كل قواتها" [6]. الله الذي يُطيل أناته على الإنسان الترابي هو خالق السموات العلوية بكل قواتها؛ بمعنى أنه ليس في عوز إلى خدمة الإنسان، إنما في تنازله يحب الإنسان ويهتم بخلاصه وأبديته. وربما أراد المرتل أن يؤكد للإنسان أنه لن يفلت من العدالة الإلهية، فأن السموات بكل علوها وكل إمكانياتها وقدراتها هي من صنعه... إلى أين يهرب؟ وأية قوة تسنده إن قاوم الخالق؟ يرى القديسون أثناسيوس الرسولي وباسيليوس وغريغوريوس أسقف نيصص وأمبروسيوس وأغسطينوس في هذه العبارة إشارة إلى الثالوث القدوس: الرب وكلمته وروحه. * عليكم إذن أن تدركوا ثلاثة: الرب الذي يُعطي أمرًا، والكلمة الذي يخلق، والروح الذي يُثبت. القديس باسيليوس الكبير * يوجد هنا تلميح للثالوث القدوس معلنًا! البابا أثناسيوس الرسولي كلمة الله المخلص الذي نزل إلينا هو خالق السموات... "بكلمة الرب تشدَّدت السموات". * و"قال الله" مشروحة في "الكلمة"، إذ قيل: "كل شيء بحكمة صنعت" (مز 104: 24)؛ "بكلمة الرب تشددت السموات"، "رب واحد يسوع المسيح الذي به جميع الأشياء ونحن به" (1 كو 8: 6). البابا أثناسيوس الرسولي * لأن العناية بكل الأشياء تُنتسب طبيعيًا إلى ذاك الذي به خُلقت، ومن هو هذا (الذي خلق كل الأشياء) إلا كلمة الله الذي قيل عنه في مزمور آخر (مز 8؛ 33: 6): "بكلمة الرب صُنعت السموات وبروح فيّه كل قواتها". فقد أخبرنا أن كل شيء به وفيه كان. البابا أثناسيوس الرسولي * "كل شيء به كان"؛ ويقول داود: "بكلمة الرب تأسست السموات" [6]. إذن ذاك الذي يدعو ابن الله خالقًا حتى للسموات، يوضح أن كل شيء صُنع بالابن، حتى لا يفصل الابن عن الآب بأية وسيلة في تجديد خلائقه، بل يوحَّده مع الآب. البابا أثناسيوس الرسولي * لا شك أن كل الأمور في السموات تستمد قوتها في الروح القدس، حيث نقرأ "بكلمة الرب تشدّدت السموات، وبروح فيّه كل قواتها" [6]. فهو إذن فوق الكل، الذي منه تصدر كل قوة الأشياء السماوية والأرضية. إذن، الذي هو فوق الجميع لا يخدم (يُستبعد)، ومن لا يخدم فهو حرّ، ومن هو حرّ فله ميزة السيادة (الربوبية). القديس أمبروسيوس * الله لا يحتاج إلى شيء من كل هذه الأمور؛ ولكنه هو ذاك الذيبكلمته وروحه يخلق ويدبر كل شيء ويحكمها، ويأمر فتُوجد... القديس إيريناؤس * كل شيء، سواء كانت ملائكة أو رؤساء ملائكة أم عروشًا أم سلاطين، جميعها تأسست وخُلقت بواسطة ذاك الذي هو الله فوق الجميع، وذلك خلال كلمته، كما أشار يوحنا. فإنه عندما تحدث عن كلمة الله بكونه في الآب، أضاف: "كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان" (يو 1: 3). أيضًا عندما عدَّد داود تسابيح (الله)، ذكر بالاسم كل ما أشرت إليه: السموات وقواتها. فإنه "أمر فخُلقوا؛ هو قال فكانوا". من الذي أمر؟ بلا شك، الكلمة! إذ يقول: "به تأسست السموات، وبروح فيّه كل قواتها" . القديس إيريناؤس الثالوث القدوس هو الخالق وهو الذي جدد خليقته خلال العمل الخلاصي، والذي يتحقق في مياه المعمودية بالدفن مع السيد المسيح والتمتع بعمل الروح القدس (يو 3: 3-6). * خلق الإنسان مرة أخرى بالمعمودية، لأنه إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. القديس باسيليوس الكبير * ليس بأم وأب، ليس باجتماع بشر، ولا بالآم المخاض نولد ثانية، ولكن من الروح القدس تُصنع أنسجة طبيعتنا الجديدة، وفي الماء نُشكَّل، ومن الماء نولد سرًا كما من الرحم... الرحم يحتاج إلى زمن كثير يتشكل فيه الجسد، أما الماء والروح فمنهما تتشكل حياة الروح، في لحظة، في طرفة عين. القديس يوحنا الذهبي الفم إذ يتحدث المرتل عن كلمة الله كخالق ومؤسس للسموات لا يرفع القديس أغسطينوس عينيه إلى جلد السماء بل يدخل بنظراته إلى أعماق نفسه ليرى السموات الداخلية التي أسسها السيد المسيح بدمه الثمين، فيقول: [من نفس الإنسان البار ينظر ربنا بالرحمة إلى كل الذين يولدون في جدَّة الحياة]. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 119 | لقد وهبتني عدالة أحكامك |
مَثلُ مَلكوتِ السَّمَوات | العبور من عدالة الشَّريعة إلى عدالة النِّعْمَة |
مزمور 33 -عدالة الله مؤسس السموات وواهبها القوة |
عدالة الله |
هذه هي عدالة الله |