رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا الصّليبُ؟ لأنّهُ، باختصارٍ، جسرُ محبّةِ اللهِ للإنسانِ: "ليسَ لأحدٍ حبٌّ أعظمُ ...." وتمامُ الطّاعةِ الكاملةِ الّتي أطاعَها المسيحُ حُبًّا بالإنسانِ "حتّى الموتِ، موتِ الصّليبِ" (فيليبّي 2 : 5). إنّهُ الصّليبُ المصدرُ الحقيقيُّ والأداةُ الوحيدةُ لِرَفعِ الإنسانِ وجذْبِهِ نحوَ الملكوتِ "وأنا إذا رُفِعتُ عنِ الأرضِ جذَبْتُ إليّ الكلَّ!" (يو 12 : 32). 1. بالصّليبِ صارَ هُوَ الكاهنُ والذّبيحةُ: على الصّليبِ هُوَ يرفَعُ يدَيْهِ كَكاهنٍ وَهْوَ في الوقتِ نفسِهِ الذّبيحُ المُعَلَّقُ. فالنّاظرُ إليهِ يراهُ كَكَاهنٍ يصلّي وفي الوقتِ نفسِهِ، يراهُ ذبيحًاً. 2. بالصّليبِ كانَ هُوَ المَيْتُ القائِمُ: ذَلكَ لأنَّ المُعلَّقَ على الصّليبِ تحمِلُهُ رجلاه، وقدْ أسلَمَ يسوعُ الرّوحَ وَهْوَ واقفٌ، وهذِهَ إشارةٌ إلى أنّهُ في أثناءِ موتِهِ هُوَ القائمُ الحيُّ. ليس معنى هذا أنّهُ لم يَمُتْ حقًّا لَكنَّ هذا رَمزَ إلى أنَّ "فيهِ كانتِ الحياةُ" (يو1: 4). فَهْوَ قدْ أسلمَ الرّوحَ لكنّ قوّةَ الحياةِ كائنةٌ فيهِ. وحتّى وَهْوَ قائمٌ مِنْ بينِ الأمواتِ، كانَ محتفِظًا بالجِراحاتِ لِكي نراهُ مذبوحًا وَهْوَ قائمٌ. 3. بالصّليبِ صالَحَ الأرضيّينَ مع السَّمائيّين: هلِ السَّيِّـدُ المسيـحُ يمثِّلُ اللهَ في وسَطِ البَشَرِ أمْ يُمثِّلُ البَشَرَ أمامَ اللهِ؟ بالطّبعِ هُوَ الأمرانِ معًا في وقتٍ واحدٍ. هُوَ ابنُ اللهِ وَهْوَ ابنُ الإنسانِ في الوقتِ نفسِهِ. من دونِ التَجَسًّدِ، كانَ السَّيِّدُ المَسيحُ سيبقى ابنًا للهِ والبشرُ هُمْ أبناءُ الإنسانِ. ولَكِنَّهُ في تَجَسُّدِهِ وَحَّدَ البُنُوَّةَ للهِ معَ البُنُوَّةِ للإنسانِ وقدْ صارَ هُوَ نفْسُهُ ابنًا لله وابنًا للإنسانٍ معًا. وأرادَ أنْ يجعَلَ هنالِكَ صِلَةٌ بينَ اللهِ والبَشرِ. 4. الصّليبُ والأنا المَبْذولةُ: تُشيرُ علامةُ الصّليبِ إلى الأنا المبذولةِ أوِ الطّاعةِ الكاملةِ. الصّليبُ في حدِّ ذاتِهِ يُعلِنُ حياةَ التّسليمِ الكامِلِ للهِ. كما أنّ السّيِّدَ المسيحَ في مظهرِهِ على الصّليبِ كانَ واقفًا ولَكِنْ في الحقيقةِ فقدْ كانَ كلُّ جُزءٍ في جسدِهِ مقيَّدًا، فلا بُدَّ مِنْ "صَلْبِ الجَسَدِ مَعَ الأهواءِ والشَّهَواتِ" ونقولُ "مَعَ المسيحِ صُلِبْتُ فأحيا، لا أنا بلِ المسيحُ يحيا فيَّ" (غل 20:2). 5. بالصّليبِ تمَّتِ النبؤاتُ: كانَ الصّليبُ ضرورةً لأنَّ فيهِ تمّتِ النبؤاتُ. قالَ داودُ النبيُّ في المزمورِ "ثَقَبوا يديَّ ورجليَّ" (مز16:22) "ويقتَسِمونَ ثيابي بينَهُمْ وعلى لباسي يَقْتَرِعونَ" (مز18:22) "وفي عَطَشي يسْقونَني خَلاًّ" (مز69 :21)... وقالَ "كما رَفَعَ موسى الحيَّةَ في البَرِّيَّةِ هَكذا ينبغي أنْ يُرفَعَ ابنُ الإنسان" (يو3: 14). فالمَسيحُ حَمَلَ خطايانا الّتي ترْمُزُ إلى الشّرِّ (الحّيَّةِ) فصَعِدَ على الصّليبِ وسَمَّرَ الخطيئةَ على الصّليبِ ثُمَّ نزلَ هُوَ وترَكَ الخطيئةَ مُعلَّقَةً على الصّليبِ. 6. بالصّليبِ مَلَكَ على خشَبَةٍ: قيلَ عنِ السَّيِّدِ المسيحِ المُخلِّصِ: "مَلَكَ الرَّبُّ على خشبَةٍ" (مز95: 10) فلا بُدَّ من أنْ تكونَ أداةُ موْتِهِ الّتي يَمْلُكُ مِنْ خلالِها على قلوبِ البَشَرِ هِيَ خَشَبَةٌ. وكانَ الصّليبُ هُوَ عرْشُهُ باعترافِ الوايى نفسِهِ الّذي كتَبَ: "يسوعُ النّاصريُّ مَلِكُ اليَهودِ" (يو19:19) وقدْ كُتِبَتْ بِثلاثِ لُغاتٍ الّلاتينيّةِ واليونانيّةِ والعبرانيّةِ، بمعنى أنّ العالمَ كلَّهُ قدِ اعترَفَ رسْميًّا بأنّ هذا هُوَ مَلِكُ اليهودِ. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الصّليبُ وبيانُ محبّةِ اللهِ |
الصّليبُ وبِرُّ الله |
الصّليبُ والأنا المَبْذولةُ |
نَرْسمُ الصّليبَ على جبهَتِنا، ثُمَّ على قلبِنا |
إذا أردتَ أنْ تكونَ مسيحيًّا، عليكَ أنْ تحمِلَ الصّليبَ |