رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيح حافظ روحي: "في يديك استودع روحي. لقد فديتني يا رب إله الحق" [5]. هذه الكلمات الأخيرة التي نطق بها المخلص عند موته بالجسد (لو 23: 46)، تخص كل مؤمن. إنها معين قوي وسند له في ساعة موته. ثقة المرتل البسيطة وبرهانه هذا عليها، التي بها يستودع حياته كلها بين يديْ إلهه، تشبه ما ينطق به إنسان يتنفس الصعداء عندما يبلغ حماية حصون قلعة بعد معركة حامية ويشعر بأنه قد زال عنه الخطر[603]. لقد نطق بها القديس اسطفانوس (أع 7: 58)، وهو يُرجم، فقد شعر بالأمان عندما رأى السموات مفتوحة وابن الإنسان قائم عن يمين العظمة، كمن يُرحب به ويدخل به إلى الفردوس. لم يرتبك أمام الحجارة التي تنهال عليه، ولا خشى الراجمين، بل تحنن عليهم وطلب لأجل غفران خطاياهم، لعلهم يتمتعون بما يناله هو. كما استودع المرتل روحه وحياته بين يدي الله، هكذا يرى المؤمن وسط آلامه، أن إنسانه الخارجي يُفني بينما الداخلي - الذي يحتضنه الرب بنفسه - يتجدد يومًا فيومًا (2 كو 4: 16). أخيرًا، فأن المرتل لا يكتفي بالجانب السلبي أن يخرجه من الفخاخ الخفية المنصوبة له، لكنه في عوز إلى الدخول في الأحضان الإلهية، ليعيش مطمئنًا ومتهللًا! هناك في الأحضان الأبوية ندرك مفهوم الفداء لا كخلاص من الخطة (العدو) فحسب وإنما متعة بالله نفسه، الأمر الذي لن يتحقق بمجهود ذاي أو بشرى إنما هو عمل الله في المؤمنين المجاهدين قانونيًا، بالروح والحق. لذا يقول المرتل: "لقد فديتني يا رب إله الحق. أبغضت الذين يحفظون الباطن مجانًا. وأنا عليك يا رب توكلت" [6]. |
|