رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"يا رب بمشيئتك أعطيت جمالي قوة. صرفت وجهك عني فصرت قلقًا". إن كان داود قد اعتلى العرش ونال نصرات متتالية، فهذا هو عمل مشيئة الله، لكن الآن إذ يصرف الله وجهه عنه يتزعزع ويمتلئ قلقًا حتى يرجع إلى نفسه ويعود بالتوية إلى إلهه. وما نقوله عن داود تحقق بالنسبة للبشرية أيضًا، فقد وهبها الله قوة وصلاحًا وسلطانًا وجمالًا، وإذ ظن الإنسان أن لا يتزعزع، كسر الوصية، ففقد كل جمال داخلي وانهار بروح القلق والاضطراب. * مع أنني كنت جميلًا بالطبيعة، لكنني مُت بالخطية، بخداع الحية. لقد أضفت إلى الجمال الذي أعطيتني إياه حينما خلقتني أولًا قوة كي أتمم مشيئتك. القديس باسيليوس الكبير هذا الجمال الروحي بكوننا على صورة الله ومثاله، وهذه القوة التي وهبتنا لطاعة وصيتك، قد ضاعا بكبرياء قلبنا... لقد صرفت وجهك عنا فدخلنا في حالة قلق! يتحدث الأب دوروثيؤس من غزة عن هذا الجمال الذي يهبه الله للنفس، قائلًا: [لننقِ ولننظف الشَّبَه (الله) الذي نلناه. لننزع عنه تراب الخطية ليظهر بكل جماله بالفضائل... فإن الله يريد منا ما أعطاه إيانا بلا دنس ولا غضب أو عيب (أف 5: 27)]. الآن إذ حجب الرب وجهه عن داود الذي أساء إلى الجمال والقوة الذين وهبهما له الله، لم يكن أمامه إلا أن يصرخ إلى واهب العطايا. مهما بلغت خطايانا فإن مراحم الله تنتظرنا لكي ترد إلينا بهاء الله فينا. إن كان الله يحجب وجهه فإلى حين لكي نصرخ إليه، فيتجلى في داخلنا ونراه عاملًا فينا. إنه حتى بحجب وجهه يريد أن تزداد صلواتنا حرارة وإيمانًا وثقة فيه! لا يقف الأمر عند الصلاة إنما وسط هذا الضيق يطلب المرتل أن يفتح الله قلبه للتسبيح والاعتراف له. فقد علم أنه مادام الإنسان في الخطية، أي هابطًا إلى الهلاك وملتحقًا بالتراب لا ينتفع هو شيئًا ولا يقدر أن يسبح الله. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
اجعلنا ربي نقتنع بمشيئتك وارادتك |
إلى التسليم بمشيئتك |
حتى إن أعطيت لك موهبة أقل من التي أعطيت لآخر |
لأعمل بمشيئتك |
دبر حالى بمشيئتك أنت يا إلهى |