رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التسبيح لأجل الشفاء: هدف المرتل واضح وهو أن يمجد الرب لأنه خلصه من الهاوية ومن القبر؛ ناسبًا الخلاص كله لله. إنها أنشودة القيامة التي تغنى بها مسيحنا القائم من الأموات. ونحن أيضًا -أعضاء جسده- نترنم بها إذ ننعم بحياته المقامة. يقول القديس أغسطينوس: [أغنية النصرة هذه التي يترنم بها المسيح اليوم تصير أغنيتنا نحن فيما بعد]. 1. "أعظمك يا رب لأنك احتضنتني، ولم تشمت بي أعدائي" [1]. كان داود شاكرًا، لأن قيامه لم يكن بمجهودات البشر، فأنه لم يكن يصعد على سلم من صنع البشرية، بل الله هو الذي رفعه. يرى أنثيموس أسقف أورشليم أنها نبوة عن حزقيا الذي نجا من أعدائه، وفي نفس الوقت هي صلاة شكر ترفعها الطبيعة البشرية التي خلصت من الشياطين ومن الموت وذلك بصليب السيد المسيح. أسبح عظمتك يا رب لأنك وهبتني الحياة المُقامة، لم يُعد يشمت بي أعدائي، لأنه حتى الموت لا يقدر أن يقتنصي. * ارتبك الشيطان وملائكته عند قيامة ربنا. رئيس الموت دخل إلى الموت عندما رأى الموت يُقهر! القديس أغسطينوس * قيامة الابن عتقت الشعوب من الضلالة... * قام ابن الله من القبر بالمجد العظيم، فاستضاءت المسكونة بقيامته. مار يعقوب السروجي "ولم تشمت بي أعدائي" [1]. يوجد في الخلف أعداء يفرحون عندما يتألم الأبرار، بل ويشتهون لهم الموت. كلنا لنا أعداء أشرار يتربصون بنا كصقور خاطفة؛ وليس شيء يسرهم مثلما يرون بعضنا يتعثر ويسقط، ليشمتوا بنا. إنهم يكرهون الصديقين ويشمتون بهم... "لأنكم لستم من العالم، بل أنا أخترتكم من العالم، لذلك يبغضكم العالم" (يو 15: 19). حينما أخطأ داود الملك وأحصى شعبه ليفتخر بقدرته وإمكانياته، طلب الله منه أن يختار أحد تأديبات ثلاثة، وإذ ضاق به الأمر جدًا قال: "فلنسقط في يد الرب، لأن مراحمه كثيرة، ولا أسقط في يد إنسان" (2 صم 24: 14). ما أرهب أن يسلمنا الله في يد إبليس أو في يد إنسان عدو! مبارك هو الرب الذي يحفظنا من الأعداء! 2. "يا ربي وإلهي، صرخت إليك فشفيتني" [2]. نحن نرى أن الكتاب يربط بين المرض والصحة بعلاقتنا بالله، وبالخطية والفضيلة. يلخص سفر التثنية ذلك بالقول: "أنا أميت وأحييّ، سحقت وأنا أُشفي" (تث 32: 39). يُستخدم الشفاء للتعبير عن إصلاح القلب الشرير (إش 6: 10)، ومعالجة الكسور (مز 60: 2)، وشفاء الناس من الانحراف الروحي (إر 3: 22)، وعزاء الحزانى (مز 147: 3)، وإصلاح الوعاء الفخاري المكسور (إر 19: 11). وربما يقصد بالشفاء الخلاصي من وباء يصعب توقفه، وذلك كما قال الله للملاك المهلك: "كفى. الآن ردّ يدك" (2 صم 24: 16). الله هو طبيب النفس والجسد، في يده شفاء كياننا كله، يقول: "إني أنا الرب شافيك" (خر 15: 26). هو صانعنا وطبيبنا، ويقدر أن يرد لنا صحتنا المعتلة. بلمسة هدب ثوبه برئت نازفة الدم، وبكلمة كانت تخرج الأمراض! حمل الرب جراحاتنا ليشفينا منها خلال جسده المجروح، وإذ قام من الموت أبتلع الموت إلى غلبة (1 كو 15: 54). * دعوتُك يا رب إلهي، ولم أعد بعد مثقلًا بالجسد الوهن الخاضع للمرض والموت. القديس أغسطينوس 3. وهبتني النصرة على الهاوية: "يا رب أصعدت من الجحيم نفسي وخلصتني من الهابطين في الجب" [3]. الله كمخلص يحملنا من حفرة الخطية، وينتزعنا من هوة اليأس، يرفعنا من المزبلة، ويدخل بنا بنعمته إلى عرش نعمته، هو الذي أنقذ إرميا من جب الوحل الذي في دار السجن، وهو الذي خلص يوسف من البئر ليقيمه ممجدًا في أرض غريبة! نزل إلى الجحيم وهبط كما في جب لكي ينقذنا من سلطان الظلمة، ويدخل بنا إلى مملكة النور. يتحدث المرتل بلغة اليقين: "شفيتني"، "أصعدت من الجحيم نفسي"، "خلصتني من الهابطين في الجب". إذ لم يتطرق الشك قط في ذهن داود النبي من جهة عمل الله الخلاصي معه. ولعل لغة اليقين تقول على أساس الخبرة الواقعة حيث ننعم هنا بعربون الأبدية في حياتنا اليومية. الشفاء المرتقب الذي يتحقق بالشركة في الأمجاد الأبدية ننعم بعربونه الآن بخبرتنا للحياة الجديدة المقامة. نختبر المجد الداخلي، والحياة السماوية، والشركة مع السمائيين... فنقول مع الرسول بولس: "أقامنا معه وأجلسنا معه في السمويات" (أف 2: 6). 4. يسأل المرتل القديس أن يُشاركوه أسلوبه التقوى المفرح في التسبيح والشكر وتمجيد الله. فإن من يحب الله من كل قلبه ويشكره باخلاص يود أن يشترك الكل معه في ذات العمل [4]. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الرب يفضل أن يستخدم أشخاص معيين لأجل الشفاء فى أمور محددة |
مزمور 56 - التسبيح لله على عطاياه |
مزمور 52 - التسبيح لله |
مزمور 50 - ذبيحة التسبيح |
مزمور 34 - أسباب التسبيح |