أي نعم أن هذه الأشياء بوجه العموم كانت معروفةً عند البتول الكلية القداسة، ولكن عندما قال لها سمعان الشيخ: وأنتِ سيحوز سيفٌ في نفسكِ: فحينئذٍ (حسبما أوحى الرب للقديسة تقلا) قد أنكشفت لديها ظروف آلام أبنها مفصلاً، والأوجاع الباطنية والخارجة التي كانت مزمعةً أن تحيق به حين آلامه، وهي أي العذراء المجيدة قد أرتضت بذلك جميعه، وبثبات عزمٍ وشجاعةٍ تذهل عقول الملائكة قبلت حكومة الموت على أبنها الوحيد. موتاً هكذا شنيعاً وذا آلامٍ مرةٍ قابلةً: أيها الآب الأزلي أنك اذ كنت هكذا تريد، فلتكن مشيئتك لا مشيئتي، وأنا أتحد أرادتي مع أرادتك المقدسة، وأضحي لديك أبني هذا، وأرتضي بأن يعدم الحياة لأجل مجدك، ولأجل خلاص العالم، ومعه أنا أقرب لك ضحية قلبي أيضاً فليجز فيه سيف الحزن والوجع حينما تشاء يا إلهي، ويكفيني أنك تعود ممجداً وراضياً، ليس كمشيئتي بل كمشيئتك". فيا لها من محبةٍ لا قياس لها، ويا لها من شجاعةٍ لا مثيل لها، ويا له من أنتصارٍ يذهل العقول، ويا لها من غلبةٍ تستحق مؤبداً مديح السماويين والأرضيين.*