أنني أصرفت أنا الشقي سنين كثيرةً من حياتي في خدمة العالم، وفي مراعاة أهوائي ومرغوباتي الذاتية. وعلى نوع ما قد نسيتكِ ليس بأقل مما نسيت إلهي. فالويل للزمان الذي ما أحببتكِ فيه، الا أنه لأفضل هو الأبتداء متأخراً من أن لا يصير أبتداءٌ أصلاً. ومن ثم هوذا أني اليوم أقدم لكِ ذاتي أيتها الأم الإلهية مخصصاً إياها بجملتها لخدمتكِ في الحياة الباقية لي على الرض، أن تكن زمناً وجيزاً أو مستطيلاً، ونظيركِ أرفض الأشياء الأرضية كافةً، وأترك المخلوقات كلها، وأكرس ذاتي لعبادة الخالق بمفرده وأحبه وحده.