![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() أن هذه القديسة والدة الإله المجيدة هي نفسها قد أوحت للطوباوية أليصابات الراهبة التي من قانون القديس بناديكتوس، في دير سكوناوجيا، بأنه حينما تركها في هيكل الرب أبواها، قد عزمت هي على أن تتخذ الله وحده أباً لها، مراتٍ مترادفةً كانت تفتكر في كيف يمكنها أن تجد ما به ترضيه تعالى وتسره بأفضل نوع، وقد اعتمدت على أن تكرس له عذريتها الدائمة، وبالا تمتلك شيئاً ما على الأرض، وأن تهب لله أرادتها بجملتها، وأنها فيما بين الوصايا الإلهية بنوع أخص كانت تكرر التأمل في تلك الوصية الآمرة بأن يحب الرب الإله من كل القلب. وأنها في ساعة نصف الليل كانت تمضي أمام هيكل الله مصليةً بتوسلاتٍ حارة لديه تعالى، في أن يمنحها أن تحفظ بالتمام وصاياه، وفي أن ترتضي بأن يصير أن تولد في العالم أم المسيح المخلص المنتظر. وكانت تتضرع لمراحمه في أن يحفظ لها عينيها الى حينما تشاهد بهما أم المسيح، ولسانها لكي تمدحها به، ويديها ورجليها لكي تخدمها بها، وركبتيها لكي تسجد بهما لأبن الله الطفل الكائن في أشائها حين حبلها به. غير أن البارة أليصابات عندما سمعت هذه الكلمات من العذراء المجيدة قالت لها: أفما كنتِ أيتها السيدة ممتلئةً نعمةً وفضائل: فأجابتها الطوباوية بقولها:" أعلمي أني كنت أعتد ذاتي الأكثر ذلاً وحقارةً، والعديمة الأستيهال بالكلية للنعمة الإلهية، ولذلك كنت ألتمس بأتضاعٍ منه عز وجل أن يهبني النعمة والفضيلة". لكي نقتنع باحتياجنا المطلق جميعاً لأن نتوسل لله في أن يمنحنا النعم الضرورية لنا، قد أردفت قولها لها: أتظنين أنتِ يا إبنتي قد نلت أنا من الله النعم والفضائل من دون تعبٍ، فأعلمي أني لم أفز من الرب بنعمةٍ ما كمرغوبي من غير أتعابٍ عظيمة، وصلواتٍ متصلة، وأشواقٍ متقدة، ودموعٍ غزيرة، وأماتاتٍ شاقة.* |
![]() |
|