اذ عرفت العذراء المجيدة من والديها حقيقة نذرهما المقدم ذكره، فلما كان لها من العمر ثلاث سنواتٍ، كما يشهد القديسان جرمانوس وأبيفانيوس (القائل في عظته على مديحها أنها قربت لله في الهيكل في السنة الثالثة من حياتها) ففي هذا السن الذي فيه بأبلغ مما سواه يوجد الأطفال تعلقٌ كلي بوالديهم وأقربائهم، ويحتاجون فيه الى السياسة والعناية الوافرة قد أرادت هي أن تكرس ذاتها لله بأحتفالٍ مشتهر، بدخولها في هيكل الرب، الأمر الذي هي نفسها توسلت به الى والديها في سرعة تتمتهما نذرهما السابق، وهنا كما يقول غريغوريوس نيصص: أن أمها القديس حنه لم تتأخر أصلاً عن أن تقودها الى هيكل الرب وتقدمها لله:*