رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* نموذج * قد أخبر تريناميوس وكاتيسيوس وآخرون غيرهما بأنه في مدينة ماغدابورك من بلاد ساسونيا، قد كان رجلٌ أسمه أودونه الذي بهذا المقدار لم يكن حاصلاً على موهبةٍ للعلم، لقصر مفهوميته منذ حداثته، حتى أنه أضحى موضوعاً للسخرية به عند جميع الشبان رفاقه في الدرس. فهذا يوماً ما لشدة غمه من نقص فهمه مضى أمام أحدى أيقونات العذراء المجيدة، متوسلاً إليها بحرارةٍ في أن تشفق عليه مغيثةً إياه، فالبتول المجيدة قد ظهرت له في الحلم قائلةً له: يا أودونه أنا أريد أن أعزيك وأسرك ومن ثم فأنا أستمد لك من الله ليس فقط الموهبة الكافية للعلم، لتنجو بها من الأستهزاء والعار، بل أيضاً فهماً وحذاقةً وجودة عقلٍ تصيرك محبوباً من الجميع، وبأكثر من ذلك أعدك بأنه بعد وفاة أسقف المدينة ستكون أنت خليفةً له بالدرجة والوظيفة. فجميع ما قالته له هذه السيدة الكلية القداسة قد تم في أوقاته. لأن أودونه قد نجح في العلوم، وحصل فيما بعد أسقفاً لتلك المدينة، ولكنه قد أضحى بعد ذلك عديم المعروف وناكر الجميل نحو الله. ليس بأقل مما نحو شفيعته مريم، مهملاً جانباً كل نوعٍ من العبادة، وصار حجر عثرةٍ وصخرة شكٍ للجميع بسيرةٍ رديئة. فليلة ما حينما كان هو على فراشه مع الأمرأة التي كان يدنس ذاته بها نفاقياً، قد سمع صوتاً يقول له: أترك يا أودونه أستهوانك بأهانة الله، يكفي ما قد صنعته لحد الأن: ففي المرة الأولى التي سمع بها هو هذا الصوت قد فكر بأنه ربما كان صادراً من إنسانٍ يقصد أصلاحه ناصحاً. ولكن لما سمع الصوت والكلمات عينها مكررةً عليه في الليلة الثانية. وكذلك في الليلة الثالثة. فدخل عليه نوعٌ من الخوف من أن يكون هذا الصوت هو من السماء، ولكن مع هذا جميعه قد أستمر سالكاً في عوائده الرديئة وسيرته المشككة. غير أنه بعد مرور ثلاثة أشهرٍ من هذا التنبيه الإلهي، حيث أن الله بجودةٍ غير متناهيةٍ قد أعطاه مهلةً هذه صفتها كافيةً للرجوع إليه تعالى، قد بلغ أوان الأنتقام العادل. فقد كان ليلةً ما في كنيسة القديس موريسيوس رجلً من طغمة أكليروس الكاتدرا حسن العبادة أسمه فاداريكوس، مصلياً لله تعالى في أن يصنع علاجاً لداء الشكوك المسببة من رداوة عيشة ذاك الأسقف الشرير، ففيما كان هو مصلياً على هذه الصورة واذا بباب الكنيسة قد أنفتح بأنزعاجٍ من قوة عاصفة الريح الشديدة، ثم دخل من الباب شابان حاملان بأيديهما شمعتين ضخمتين، فجاءا ووقفا بجانبي الهيكل الكبير، ودخل بعد ذلك شابان آخران اللذان فرشا أمام الهيكل وسادةً ووضعا فوقها كرسيين من ذهب، وجاء شابٌ آخر متشحاً بثوبٍ كجندي والسيف بيده، حيث وقف في وسط الكنيسة وصرخ بصوتٍ عظيمٍ هاتفاً: يا معشر قديسي السماء الذين توجد لكم أعضاءٌ مكرمة في هذه الكنيسة تعالوا الى ههنا.لتحضروا أجراء الحكومة التي مزمع أن يبرزها القاضي السماوي. فعندما قال هذا قد ظهر كثيرون من القديسين. وكذلك الأثنا عشر رسولاً بمنزلة أصحاب وظائف في هذه المحكمة الرهيبة. وبعد هذا جاء الديان الإلهي يسوع المسيح وجلس فوق أحدى ذنيك الكرسيين، وأخيراً ظهرت مريم البتول محاطةً من العذارى المجيدات، حيث أجلسها تعالى فوق الكرسي الآخر. وحينئذِ أمر القاضي الإلهي بأن يؤتي بالأسقف المجرم الى المحكمة، فأحضر حالاً الى الوسط أودونه المنكود الحظ، فالقديس موريسيوس قد طلب من الديان على أسم شعب الأبرشية أن يجرى حقوق العدل ضد ذاك الأسقف. الذي سبب للرعية تلك الشكوك بأفعاله الأثيمة، والجميع رفعوا أصواتهم قائلين: أيها السيد أنه لمستحق الموت. فوقتئذِ قال القاضي الأبدي: فليمت أودونه. ولكن قبل أن توضع الحكومة بالعمل نهضت القديسة والدة الإله (يا لعظم أشفاق قلبها الحنون) وذهبت من الكنيسة كيلا تشاهد موت أودونه بذاك النوع المخيف المحزن، ثم بعد ذلك تقدم الخادم السماوي الذي كان جاء قبلاً والسيف فضرب عنق أودونه واذا برأسه معزولاً في الأرض عن جثته، وحالاً زالت الرؤيا وصار ظلامٌ في الكنيسة. أما فاداريكوس المرتجف خوفاً من هذا المنظر، فقد ذهب ليقد الشمعة من القنديل المضيء في الكنيسة السفلي، ولما جاء ثانيةً الى وسط الكنيسة فشاهد بالحقيقة جسد أودونه مطروحاً ورأسه مقطوعاً، ودمه جارياً فوق بلاط المعبد الإلهي. فلما صار النهار وتقاطر الشعب الى الكنيسة ليشاهد هذا الأمر الغريب فالكاهن فاداريكوس قد أخبر الجميع بالرؤيا التي شاهدها، وبكيفية الحكومة التي جرت على أودونه، الذي في ذاك النهار عينه ظهر لأحد كهنته الذي لم يكن بعد عارفاً بشيءٍ من الحادث. وأخبره بأنه حكم عليه بالهلاك الأبدي، فمن ثم أخذت جثته وطرحت في حفرة خارج المدينة وبقي دمه ذكراً مخلداً في بلاط الكنيسة لأنتقام العدل الإلهي من الأشرار المصرين على ذنوبهم. وكان يغطى البلاط ببساطٍ ولا يكشف الا حينما أحد أساقفة تلك الأبرشية يقام عليها جديداً ويأخذ تملك وظيفته، لكي يشاهد دم أودونه ويحرص على السلوك بسيرةٍ صالحةٍ، ولا يكون خائناً ناكر الجميل ضد الله وضد والدته الكلية القداسة.* |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تعود و تضمّ السلام إلى قلبها الحنون |
أن أشفاق والدة الإله ورأفتها هي هكذا عظيمة |
ما أعظم الأم اللي قلبها متّكل على الله |
قلبها طفل |
فاشبع صوته الحنون قلبها المكسور |