![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() كورش رجل وثني، ملك على فارس 20 سنة، ثم احتل بابل في سنة 539/538 قبل الميلاد. جاء في سفر دانيال أنه لما بدأ بيلشاصر الملك يستخدم آنية بيت الله في الشرب وهو سكران مع عظمائه دخل كورش ملك فارس، واستولى على بابل وهم في حالة سُكْر (دا 5). وكان دانيال قد شاخ، ولعله مع غيره من أتقياء اليهود، قدموا للملك ما تنبأ عنه إشعياء النبي منذ قرنين (إش 28:44؛ 1:45-4)، وما تنبأ به دانيال نفسه، منها الآتي: 1. ذكر إشعياء كورش بالاسم، مؤكدًا أن قيامه بسماح إلهي، وأن غلبته على بابل العظيمة من قبل الله. يدعو الله كورش "مسيحه" (1:45)، ويفتح أمامه الأبواب المغلقة، وتنهار قدامه الحصون، وينال كنوز بابل الخفية. يعلق القديس باسيليوس الكبير على وعد الله لكورش: "وأعطيك ذخائر الظلمة وكنوز المخابئ" (إش 45: 3)، بأن الله كشف له أعماق مخازن الله، وتعرف على أسرار النبوات ومعانيها. هذه المخازن التي تتجدد معرفتنا لها يومًا فيومًا، كمن يأخذ خمرًا جديدًا من الكرمة الجديدة توضع في أوانٍ جديدةٍ، كما قيل في الإنجيل(6). * مع أن كورش نفسه كان عبدًا لخطأ الوثنية، نال الملوكية من إله المسكونة، وتمتع بعونٍ عظيم منه، ولم يدرك سرّ هذه المزايا. مع هذا حسبه الله أهلًا، لذلك بالرغم من خطئه، عينه أداة لتأديب البابليين وتحرير إسرائيل. * لقد أعطى كورش لقب "مسيحي" ليعلن أنه هو الذي يختاره ملكًا بطريقة بها يهزم إمبراطورية البابليين، ويضع نهاية لسبي اليهود وإقامة هيكل الله. * بهذا كله كأنه يقول إنه اختار كورش ملكًا، وأعطاه السلطان اللازم ليوجه إمبراطوريته بإرادة صالحة، ويلطف من الأمور الصعبة ويسهلها. هذا ما تعنيه العبارة: "الجبال أمهد، أكسر مصراعيّ النحاس" (إش 45: 2) الأب ثيؤدورت أسقف قورش 2. تنبأ دانيال النبي عن اتحاد مملكتي فارس ومادي بكل وضوح وصراحة. هذا ما دفع كورش نحو إصدار منشوره بعودة اليهود لبناء الهيكل. استجاب للمنشور أقل من خمسين ألف يهوديٍ انطلقوا إلى أورشليم كفوجٍ أول تحت قيادة زرُبابل، حيث ساروا أكثر من 700 ميلًا ليبلغوا المدينة الخربة في ذلك الحين. لا نعرف ما في ذهن كورش، لكن خطابه عجيب لا يقف عند إعطاء السماح بالرجوع إلى أورشليم فحسب، بل كان يحث اليهود على ذلك. لقد أمر المسئول عن خزائن القصر أن يُخرج آنية بيت الرب التي أخذها نبوخذنصر، ويسلمها كلها ويُرجعها إلى أورشليم، كأنها كانت محفوظة لهذا اليوم. كما دعا إلى التبرع لبيت الرب. تعهد كورش بنفسه هذا العمل إذ قال: "هو أوصاني أن أبني له بيتًا في أورشليم التي في يهوذا" (عز 2:1). حقًا قصة كورش تبرز أن الله ضابط التاريخ أو إله التاريخ أو ضابط الكل، هو إله المستحيلات، أو صانع العجائب. شهد إرميا هذا المنظر قبل حدوثه، وتكلم عنه بكل صراحةٍ (إر 10:29-14). |
![]() |
|