فهي كانت المخلوقة المحبوبة لدى عيني الله أكثر حباً من سائر المخلوقات. لأنها قد حصلت ممتلئةً نعمةً، ومنذ ذاك الوقت كان يمكنها أن تفتخر قائلةً عن ذاتها: أنني منذ حداثتي أرضيت الله. وقد كانت معاً في الوقت عينه هي المخلوقة المحبة لله أكثر حباً من الخلائق بأسرها، التي لحد ذاك الوقت كانت ظهرت في الوجود، بنوع أنه لو أتفق لهذه الطفلة القديسة أن تخرج مولودةً من أحشاء أمها في الدقيقة الأولى التي بها تكونت هي في مستودعها بريئةً من الدنس، لكانت هي جاءت الى العالم حاصلةً على أعظم غنى بالأستحقاقات وأسمى قداسةً من جميع الأبرار والقديسين جملةً.