رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إن مرض حب المال هذا عندما يجد راهباً في بداية زهده ذا نفسٍ ضعيف وقليلة الإيمان ومسترخية كسولة يبدأ يقدم له عللاً تبدو وكأنها وجيهة وصحيحة دافعاً به لكي يحتفظ ولو بقليل مما يملكه . فيوحي له بشيخوخة طويلة وأمراض وأن ما سيقدمه الدير له لن يكفي لسد حاجات مرضه – لا بل وحاجات إنسان معافى – وأنه هنا (في الدير) لا يهتمون جيداً بالمرضى وإنما يهملونهم كثيراً ، ويقنعه بأنه إن لم يُخفِ ذهباً فسوف يموت أشنع ميتة . وأخيراً يصل به الفكر إلى الاقتناع أنه من العب بالواقع عليه أن يبقى كثيراً في الدير بسبب الأشغال الثقيلة وقساوة الريّس ، فعندما يضل عقله بمثل هذه الأفكار ويقبل بالاحتفاظ ولو بدينار واحد عندها سينجح الشرير بإقناعه أن يتعلم حرفة يدوية بالسر عن الريّس لكي يزيد بواسطتها المال الذي يشتهيه . وأبعد من ذلك يبدأ يدغدغه ويغشه بأحلام خفية ويهمس بأذنه بأرباح حرفته هذه وبالراحة واللا اهتمام الذي سيجنيه من ذلك . وإذ يبدأ هذا الإنسان يهجس بأفكار الربح تتملكه هذه الأفكار فلا يعود يبالي بأي عمل شر آخر من أجلها . فلا يهتم لا للغضب والثورات التي تصيبه عندما يتضرر ويخسر ولا لظلام الحزن عندما لا يربح ، وإنما كما عند الآخرين الذين المعدة آلهتهم (فيلبي3 : 19) يصير الذهب عنده إلهه . +++ من كتاب : فيلوكاليا القديس كاسيانوس الرومي للقديس كاسيانوس الرومي |
|