![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«وحياة أمِّك ما هتشوفيه تانى» مهزلة حقيقية !!! ![]() داهمت قوة المباحث المنزل للقبض على بائع الطيور محمد عزام، وكان وقتها يتناول مع أطفاله طعام الغداء فى بيته فى قرية «بنجا» بمركز طهطا بـ«سوهاج». قال محمد للضابط: «يا باشا هى الشرطة لسه بتهجم على البيوت، هو الكلام ده مش بِطِل مع الثورة. وبعدين أنا راجل غلبان، مش تاجر مخدرات ولا قاتل ولا حرامى، يا دوب علىّ غرامة». لم يكن محمد يعرف أن وجه «الباشا» سيكون من بين آخر الوجوه التى سيراها قبل موته بعد ساعة من القبض عليه. داخل منزله، قامت قوة الشرطة بسبه وضربه أمام زوجته وأولاده، وبعد هذه «الحفلة» الأولى أخذوه إلى قسم الشرطة، حيث سمع المتهمون الآخرون صراخه فى الزنزانة الانفرادية حتى صمت محمد تماما. ولم تكن سعاد، زوجة محمد تعرف أن الضابط كان يعنى ما قاله لها : «وحياة أمك ما هتشوفيه تانى». ما الذى دفع الضابط وأفراد القوة إلى تلك الحالة من الغضب المجنون، التى جعلتهم يضربون متهما، قد وقع بالفعل فى أيديهم، حتى الموت؟ يعرف محمد أنه ارتكب مخالفة منذ عشر سنوات باستيلائه على قطعة أرض «١٠ أمتار مربعة» ملاصقة لبيته. وقد قام موظفو الوحدة المحلية بتحرير محاضر وغرامات له بدعوى «الاستيلاء على أملاك الدولة»، ويعرف أيضا أن الأمر انتهى بإلزامه بدفع غرامة قدرها ألف جنيه، دفع منها بالفعل ستمائة جنيه، على أقساط ولم يتبق إلا مبلغ أربعمائة جنيه تعثر فى سدادها، ومع التعثر تم تحرير محضر وغرامة عدم سداد. وقضت محكمة الجنح بحبسه أسبوعين وغرامة قدرها عشرون جنيها. هل كان يمكن لمحمد أن يتصور أن تؤدى كلماته إلى موته الوشيك، فقد قال: «هو الكلام ده مش بِطِل مع الثورة؟». هل كان الضابط يصفى حسابا مع الثورة التى وصلت إلى بائع طيور فقير فى قرية صغيرة وجعلته يصدق أن له كرامة عليه أن يحافظ عليها وحقوقاً يجب أن يدافع عنها، أم أن تفسير الغضب أبسط من ذلك؟! فالضابط لم يعتد أن يتحداه أحد حتى لو كان تحديا لفظيا. مات محمد عزام - هكذا - وترك لنا تساؤلات بلا إجابات، وطعم دم فى حلوقنا، طعمٌ يشبه الدم الذى لم يجف من قبل الثورة بسنوات، طعمٌ يشبه دم محمد وهم يحاولون إزاحته بالماء من أرض المشرحة، ومن تحت الجثة الهامدة فوق السرير. فى أثناء ضرب محمد عزام وسحله داخل القسم، كان أهله والجيران قد بدأوا فى لملمة ما لديهم من جنيهات علها تصل إلى مبلغ الأربعمائة جنيه المطلوب سدادها، وبينما هم على هذا الحال وصلهم نبأ وفاة محمد. رحمة الله على بائع الطيور، والسكينة والستر لأهله وأبنائه الستة، ولكل قاتل أقول: «وحياة أمَّك الثورة ضد أمثالك دين وحق». المصدر : المصرى اليوم |
![]() |
|