أن كان اذاً أفتراض سقوط مريم البتول بخطيئةٍ واحدةٍ عرضيةٍ، التي لا تعدم النفس نعمة التقديس، لكان يجعلها أماً غير لائقةٍ ولا أهلاً لله، فكم بأعظم من ذلك لما كانت وجدت أهلاً لأن تصير أماً له جلت قدوسيته، لو كانت نفسها تدنست بالخطيئة الأصلية المهلكة، التي كانت صيرتها عدوةً لله وأسيرةً للشيطان، ولهذا قال القديس أوغوسطينوس في تلك الحكومة الشائعة الذكر وهي: أنه حينما يأتي الخطاب عن مريم العذراء، فلم يود أن يؤتى بذكر شيءٍ يمكن أن يتضمن زلةً ما من الزلات، أو نقصاً ما من النقائص، لأجل كرامة ذاك الرب الذي هي أستحقته أبناً لها، وبواسطته قد فازت بالنعمة التي بها أنتصرت على الخطيئة من كل جهاتها.*