رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لمعان وجه موسى: إذ وقف موسى أمام الله صار "جلد وجهه يلمع في كلامه معه" [28]، الأمر الذي لم يحدث طوال السنوات السابقة، أثناء لقائه معه خلال العليقة الملتهبة أو عند تسلم الوصايا العشر في المرة الأولى أو الشريعة... وكأن الله أراد أن يكافئه في هذه المرة لقاء حبه الشديد لشعبه، فإن كان بالحب قبل أن يمحى اسمه من الكتاب الأبدي، فإنه بالحب صار وجهه يضئ وهو بعد على الأرض! هذا هو بهاء حياة الحب الحقيقية ومجدها! يرى القديس اكليمندس الإسكندريفي لمعان وجه موسى رمزًا للإنسان الغنوسي أي صاحب المعرفة الحقيقية العملية، فإنه يتمجد هنا على الأرض كما حدث لموسى، فيحمل جسده سمات النفس البارة يرى العلامة ترتليانفي هذا الحدث إعلانًا لعمل الله في القيامة، فإن كان موسى هو بعينيه قد تمجد حتى لم يستطع الشعب أن ينظر إلى وجهه المضيء، هكذا يكون حالنا في القيامة. أما البرقع الذي وضعه موسى حين كان يتحدث مع الشعب حتى يقدر أن يقف بينهم ويحدثهم، فهو ذاك الذي أزاله السيد المسيح بنوالنا نعمته (2 كو 3: 13-14)، وكما يقول القديس بولس أن البرقع لا يزال موجودًا لدى اليهود على قلوبهم غير المؤمنة (2 كو 3: 7)، لهذا لا يستطيعوا إدراك أسرار الناموس وروحه الخفي! يتحدث العلامة أوريجانوس عن هذا البرقع قائلًا: [إن قرأنا بإهمال بلا غيرة للفهم أو الإدراك يكون الكتاب كله مُغطى بالبرقع حتى الأناجيل والرسائل ]. [يأتي بعضكم بعد القراءة مباشرة، والبعض لا يناقش ما يسمعه، ولا ينطق به، هؤلاء لا يتذكرون وصايا الناموس الإلهي القائلة: "اسأل أباك فيخبرك وشيوخك فيقولوا لك" (تث 32: 7). والبعض لا ينتظر حتى نهاية القراءة في الكنيسة، وآخرون لا يهتمون إن كانت القراءات قد تليت أم لا... أقول عن هؤلاء أنه عند قراءة موسى ليس فقط لا يوضع برقع بل يوضع حائط وسور في قلبهم ]. [لا تكفي الدراسة لمعرفة الكتب المقدسة إنما يليق بنا أن نتضرع إلى الرب ونتوسل إليه نهارًا وليلًا حتى يأتي الحمل الذي من سبط يهوذا ويمسك الكتاب المختوم ويفك ختومه (رؤ 5: 5). هذا الذي لما شرح الكتب لتلميذيه التهب قلباهما فقالا: "ألم يكن قلبنا ملتهبًا فينا إذ كان يشرح لنا الكتب" (لو 24: 32). ليتحنن الرب علينا الآن، إذ قيل: الرب هو روح، وحيث روح الرب هناك الحرية (2 كو 3: 17) حتى تثبت حرية المعرفة ونخلص من عبودية البرقع، لهذا أضاف الرسول قائلًا: "ونحن جميعًا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف"... ولكن كيف يمكن أن نجد هذه الحرية إن كنا لا نزال عبيدًا للعالم والمال وشهوات الجسد؟! ]. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
في لمعان وجه موسى رمزًا للإنسان الغنوسي |
لمعان النعمة |
كيف تحافظين على لمعان الفضة |
لمعان العين |
فيبي .. لمعان خاص! |