اقتصاد البابوية
كان من الواضح أن هذه الإدارة البابوية المترامية الأطراف كانت في حاجة إلي موارد مالية ضخمة تسد مطالبها بمظاهرها، وهنا استطاع البابا، يحصل من الأملاك والأراضي البابوية على نفس العوائد والرسوم التي حصل عليها الملوك والأمراء من أراضيهم، زيادة على الأموال التي حصلت عليها البابوية من الأديرة والملوك والأمراء الذين ينشدون حمايتها في مختلف أنحاء أوروبا.
كذلك اعتادت بعض البلاد الغربية وحكامها أن يدفعوا ضريبة معينه للبابوية، كما أدى ازدياد نشاط المحكمة البابوية إلي أضافه مورد مهم نتيجة للرسوم القضائية التي تفرض على المتقاضين، ثم جاءت الحروب الصليبية (حروب الفرنجة) لتهيئ للبابوية موردًا جديدًا ضخمًا، إذ أخذ الباباوات في القرن الثالث عشر يفرضون ضريبة إيراد على رجال الكنائس لتمويل الحركة الصليبية.
فإذا أضفنا إلي كل ذلك أيراد صكوك الغفران التي أكثرت البابوية من بيعها لطالبي التوبة والمغفرة والرسوم التي كان البابا يتقاضاها عند تقليد رجال الدين (السيمونية) مهام منصبهم أدركنا في النهاية أن البابوية لم تعد فقيرة ككنيسة الإسكندرية مثلًا عديمة هذه الموارد كلها، وإنما متعددة مصادر الثروة حتى أصبحت أحيانا تناطح الإمبراطورية في مواردها ونسي الباباوات مَنْ هم وما هي واجباتهم في الدين والروحانية ورعاية أبناء الله الذين ائتمنهم عليهم ومن أيديهم يطلب دمهم.