رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيحي والماديات (أ) السبت 29 سبتمبر 2012 لنيافة الأنبا موسي أسقف الشباب أحبائي الشباب... في كل مرة نحضر القداس الإلهي, نسمع في نهاية الكاثوليكون, عبارة: لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم (1يو2:15). بينما يقرأ في إنجيل معلمنا يوحنا: هكذا أحب الله العالم, حتي بذل ابنه الوحيد... فهل من تناقض؟! بالطبع ليس هناك تناقض لسبب بسيط, أن كلمة العالم في الآية الأولي تعني الأشياء... كما هو واضح في بقية الآية, أما كلمة العالم في الآية الأولي تعني الأشياء... كما هو واضح في بقية الآية , أما كلمة العالم في الآية الثانية فتعني الأشخاص كما يتضح أيضا في بقية الكلام: لكي لا يهلك كل من يؤمن به (يو3:16), إذن, فالرب يدعونا إلي أن نفطم أنفسنا عن شهوات سائر الأشياء... وعن غرور الغني... فهذه الأمور تأخذ من رصيد محبتنا للرب, حينما تتحول إلي محبة منافسة لمحبتنا للسيد المسيح, فتفقدنا تكريس قلوبنا لله. ولقد كان الرب يسوع واضحا جدا حينما تحدث عن المال, فهو لم يدعنا إلي عدم استخدام المال أو التعامل معه, بل إلي عدم محبة المال, وعدم خدمة المال, وعدم الاتكال علي المال! لايقدر أحد أن يخدم سيدين, لأنه إما أن يبغض الواحد ويحب الآخر, أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر, لا تقدرون أن تخدموا الله والمال (مت 6:24). من هنا كانت المشكلة في خدمة المال, ومحبة المال, وليس في استخدام المال. وقد استعمل الرسول بولس تعبيرا مشابها حينما حذرنا من شهوة أن نكون أغنياء, فقال لنا: إن كان لنا قوت وكسوة, فلنكتف بهما, وأما الذين يريدون أن يكونوا أغنياء, فيسقطون في تجربة وفخ, وشهوات كثيرة غبية ومضرة, تغرق الناس في العطب والهلاك. لأن محبة المال أصل لكل الشرور, الذي إذا ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان, وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة (1تي6:11). لذلك فهو يدعونا قائلا: أما أنت يا إنسان الله, فاهرب من هذا (1تي6:11). نفس الأمر يؤكده لنا معلمنا يوحنا حينما يقول: لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم. إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب, لأن كل ما في العالم شهوة الجسد, وشهوة العيون, وتعظم المعيشة, ليس من الآب بل من العالم, والعالم يمضي وشهوته, وأما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت إلي الأبد (1يو2:15-17), إذن, فعلينا أن نحب كل من في العالم, ولا نحب كل ما في العالم! العالم... كشهوات: حدد القديس يوحنا شهوات العالم, في ثلاثة أنواع, حتي نتحفظ منها: شهوة الجسد, وشهوة العيون, وتعظم المعيشة. 1- شهوة الجسد: أي النزول إلي مستوي الحسيات, لتسيطر علي الإنسان وهنا ينبغي أن نفرق بين كلمات ثلاث: إيروس... شهوة الحس والجسد. فيلو... المحبة الإنسانية والصداقة. أغابي... المحبة الروحانية المتسامية. والرب يريد منا أن نتنقي من الأيروس, أي شهوات الجسد, وأنواع الانحرافات المختلفة. كذلك لا يرضي لنا بمستوي الفيلو أن العلاقات الإنسانية العادية, التي يمكن أن تقوم بين البشر علي أساس الاجتماعيات, أو العواطف البشرية أو علاقات الدم, أو المصلحة المشتركة... إنه يريد منا أن نرتفع إلي مستوي الأغابي المحبة الروحانية, التي تتسم بالقداسة, والثبات, والعطاء... هذه السمات الثلاث لا يمكن أن تتوافر إلا حينما يقدس الرب مشاعرنا وعواطفنا, فتصير نقية وطاهرة, ولأنها من الله فهي ثابتة بثبات الله, لا تتغير حسب الظروف, أو المعاملات, وكذلك فهي سخية في العطاء, لا تنتظر العوض والمقابل, لأنها تنكسب بسخاء صادرة من الله نفسه, وهي كالمحبة الإلهية لا تنتظر المكافأة... (يتبع) |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المسيحي والماديات (ب) |