رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
استسلام الأعداء: مع كل خبرة جديدة يتشدد قلب المؤمن ليجاهد خلال نعمة الملوكية حتى المنتهى، قائلًا: "أوسعت خطواتي تحتي وعقباي لم يضعفا. أطرد أعدائي فأدركهم، ولا أرجع حتى يفنوا" [36-37]. * إذ أتقوى بقوتك لذلك أنطق بالكلمات التالية بجسارة: "أطرد أعدائي فأدركهم ولا أرجع حتى يفنوا". القديس يوحنا كاسيان توسيع الخطوات أو مكان الوقوف يعطي ثباتًا وشجاعة لا يمكن أن يهزهما شيء ما. يرى القديس غريغوريوس أسقف نيصص أن القديس بولس يشبه داود النبي في قتاله ضد عدوه، فكان يجري بسرعة من أمامه. [هكذا كان بولس مقاتلًا سريع الحركة ورشيقًا، وكان داود يوسّع خطواته أثناء تعقبه عدوه، وأيضًا العريس في سفر النشيد يشبه الظبي يقفز بسرعة على الجبال، طافرًا على التلال (نش 2: 8-9)]. ظن العمالقة أنهم غلبوا وانتصروا إذ هربوا بالأسرى والغنيمة بعدما أحرقوا صقلع بالنار، لكن داود النبي استشار الرب وانطلق يتقبهم حتى أدركهم وكسرهم واسترد كل ما أخذوه (1 صم 30). وهكذا إذ نسلك حسب مشورة الله ونستند على نعمته الغنية تهرب الخطايا وتذوب قلوب الشياطين من أمامنا، نلحق بهم ونسترد كل ما قد فقدناه! بقوله: "لا أرجع حتى يفنوا" يعلن المرتل أنه لم يقف عند نواله نصرة ما أو حتى سلسلة نصرات، إنما يجاهد حتى يبلغ كمال النصرة، حتى يتدمر العدو تمامًا... الأمر الذي لم يتحقق بداود - بصورة كاملة - وإنما بالسيد المسيح ابن داود، الذي غلب مملكة الظلمة، واهبًا هذه النصرة لمؤمنيه، حتى بصليبه لا يُترك في قلوبهم أو أفكارهم أو كلماتهم أو أعمالهم أثرًا للخطية، فيترنم كل واحد منهم قائلًا: "أطرد أعدائي فأدركهم، ولا أرجع حتى يفنوا" وكما يقول القديس بولس: "إله السلام سيسحق الشيطان تحت أرجلكم سريعًا" (رو 16: 20). * لا تكف عن ملاحقتي حتى يفنى شري، وأعود إلى رجُلي الأول، الذي يعطيني صوفي وكتاني، زيتي ودقيقي، ويقوتني بأغنى الأطعمة. إنه هو الذي سيَّج حولي، وأغلق عليّ طرقي الشريرة، حتى أجده بكونه الطريق الحقيقي، القائل في الإنجيل: "أنا هو الطريق والحق والحياة". القديس جيروم * ليس المصارعون وحدهم هم الذين أحيانًا يلقون آخرين أرضًا وأحيانًا يسقطون هم بدورهم، فإن الشياطين أيضًا تصارع ضدنا، أحيانًا تلقينا إلى أسفل وأخرى نلقيهم نحن إلى أسفل. يقول المرتل: "أضيّق عليهم (أسحقهم) فلا يستطيعون الوقوف" [38]، وأيضًا: "عندما يقترب مني الأشرار ليأكلوا لحمي، الذين يضايقونني وأعدائي هم ضعفوا وسقطوا" . القديس أوغريس من بنطس * إذا صليت ضد آلامك (شهواتك الشريرة) والشياطين التي تهاجمك، تتذكر ذاك الإنسان القائل: "أطرد أعدائي فأدركهم، ولا أرجع حتى يسقط جميعهم. أسحقهم فلا يستطيعون الوقوف، يسقطون تحت قدميَّ إلخ..." تقول هذا في الحظة الحاسمة التي فيها تتسلح ضد خصمك بالاتضاع. القديس أوغريس من بنطس * "أذريهم كالهباء أمام وجه الريح" [42]. أحوّلهم إلى غبار، لأنهم رفضوا اغداق نعمة الله عليهم. إنهم مختالون بأنفسهم ومتعجرفون بكبريائهم، فحُرموا من صلابة الرجاء الذي لا يتزعزع، صاروا كغبار يُدفع بعيدًا عن الأرض الصلبة الثابتة. القديس أغسطينوس هكذا بعدما أعلن المرتل أن الله هو سرّ قوته ونصرته، فلا يهرب من ساحة القتال بل يهاجم الخطايا ويبث الحرب على الشياطين، يحطم أسوارهم الواهية، ويبدد طاقتهم، ويقتفي آثارهم حتى يهلكهم تمامًا... الآن يكشف عن ضعف العدو المعتدّ بذاته ومتعجرف حتى على الله نفسه. يصور المرتل حال العدو هكذا: أ. إنهم هاربون أمامه في غاية الضعف: "يجعل الرب أعداءك القائمين عليك منهزمين أمامك، في طريق واحدة يخرجون عليك، وفي سبع طرق يهربون أمامك" (تث 28: 7). ب. يسقطون واحد وراء الآخر حتى يفنى الكل [38]، ويستأصلهم الرب [41]. ج. يصيرن في مذلة تحت قدميه. د. يصرخون وليس من يخلص أو يستجيب [42]. ه. يصيرون كالهباء ليس لهم قيمة ولا موضع استقرار، يود الكل أن يتخلص منهم؛ ومثل طين الشوارع يدوسهم المرتل [42]. بينما يصير المؤمن كالجبل العالي المستقر المرتفع نحو السماويات يصير العدو كطين الشوارع تحت الأقدام! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 86 | استغاثة من الأعداء |
مزمور 38 - الثقة في مواجهة الأعداء |
مزمور 31 - كثيرة من الأعداء الخارجيين |
مزمور 25 - يخلصني من الأعداء |
مزمور 17 - هؤلاء الأعداء الأشرار |