رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وَضَرَبَ لِلمَدعُوِّينَ مَثَلاً، وقد رأى كيفَ يَتَخَيَّرونَ المَقاعِدَ الأُولى، قال لَهُم "يَتَخَيَّرونَ المَقاعِدَ الأُولى" فتشير إلى قواعد التشريفات التي كانت سائدة في العالم اليهودي حيث أنَّ كل مدعو يحقُّ له أن يختار في بداية الوليمة مكانه المُخصَّص حسب رتبته أو مركزه بالمقارنة مع سائر المَدعوِّين؛ فقد جعل أهل قمران في دستورهم تفصيلا دقيقا لتوزيع المَقاعِدَ على الناس خاصة في الأعياد والمناسبات. وقد أتى الرسل مثل ذلك عند اجتماعهم لأكل الفصح الأخير ووقع بينهم جدال (لوقا 22: 24) لكن يسوع يُحذِّرنا من هذا السلوك "إِيَّاكُم والكَتَبَة، فإِنَّهم يَرغَبونَ في المَشْيِ بِالجُبَب، ويُحِبُّونَ تَلَقِّيَ التَّحيَّاتِ في السَّاحات، وصُدورَ المَجالِسِ في المَجامِع، والمَقاعِدَ الأُولى في المآدِب" (لوقا 20 46). فالمقعد هو المكان الأوّل الّذي يسعى إليه الجميع بل يبذل قصارى جهده ليصل إليه. لكن كما أن العشب الذي ينبت بدون جذر عميق ثابت فيجف سريعًا، هكذا من يهتم بالمَقاعِدَ الأولى والمناصب، بعد أن يصير ظاهرًا كالزهرة يسقط ويصير كلا شيء. قد كُتب: " كُلَّ بَشَرٍ كالعُشْب وكُلَّ مَجْدٍ لَه كزَهْرِ العُشْب: العُشْبُ يَيبَسُ والزَّهْرُ يَسقُط " (1 بطرس 1: 24). فالروح اليهودية روح متعجرفة تجري وراء الكرامات بطريقة غير لائقة، ومن يفعل هذا يصير مكروهًا وموضع سخرية. |
|