فقالَ لهم: اِجتَهِدوا أَن تدخُلوا مِنَ البابِ الضَّيِّق.
أَقولُ لَكم إِنَّ كَثيراً مِنَ النَّاسِ سَيُحاوِلونَ الدُّخولَ فلا يَستَطيعون.
"لا يَستَطيعون" فتشير إلى هؤلاء الذين لا يقدرون أن الدخول من الباب الضَّيِّق، لأنهم فاترون واتكاليون ومتأخرون. ليس لهم عمق ولا جهد ولا قوة ولا ثبات، إنما يطلبون بابًا واسعًا يشبع شهوات قلوبهم، ويمتِّع أجسادهم بخيرات زمنية. فهم يريدون بابا يحفظ لهم المظهر المتدين، والشكل الصالح أمام الناس، وهم في قلوبهم يرعون أنفسهم وأطماعهم. انهم يطلبون البِرَّ بِبرِّ أنفسهم لا ببرِّ المسيح ويأبون أن يدخلوا من باب التوبة والإيمان وإنكار الذات أو تأخروا عن الموعد وما دخلوا الباب قبل أن يُغلق. فليس كافيا أن نصغي لكلمات يسوع أو نُعجب بمعجزاته، بل من الضروري أن نتحوَّل عن الخطيئة وان نثق في الله ليُخلصنا؛ ومن هذا المنطلق، فإنه لا يجب أن نكتفي بالكلام، بل لا بدَّ من العمل: نأخذ الخيار اللازم بين طريق وطريق، بين تلميذ يكتفي بان يُعلن مشيئة لله وآخر يعملها.